فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون
مرام صالح مرشد
تحتفلُ شعوبنا الإسلامية كُـلّ عام بمناسبة ذكرى مولد هادي البشرية ومنقذها الحبيب المصطفى صلوات ربي عليه وعلى آله، في تقليد سنوي دأبت وما تزال في الحفاظ عليه وإحيائه عبر العديد من الفعاليات والتقاليد الخَاصَّة بهذه المناسبة المقدسة التي تسودها الأجواء الفرائحية وتطبعها مظاهر الابتهاج.
بيد أن هذا المولدَ المنسجمَ مع تعاليم الدين الحنيف لا يروقُ للأصوات المشوِّهة لهذا اليوم العظيم التي تسعى جاهدةً على تعكير صفو تلك الأجواء وتحشد كُـلّ أبواقها وترسانتها الإعلامية المربكة التي تستخدم الأقلام المأجورة والفتاوى المدفوعة الرامية لفصل الأمة عن أقدس مقدساتها.
نحتفل بهذه المناسبة العظيمة؛ لأَنَّها مناسبة تهمنا كأمة لهذا النبي الكريم في هذا العصر الذي نحن في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة من حياة النبي وصبره والواقع الذي عاش فيه _صلوات الله عليه وعلى آله_؛ لأنه رمزٌ لنا وقدوةٌ حسنة.
ولو نأتي لسبب إذلال هذه الأمة وإهانتها من قِبل أعداؤها (التي جنت على نفسها الشقاء)، فهو بُعدُها وعدم تفكيرها في خيرة الناس في المصطفى صلوات ربي عليه وعلى آله.
نحنُ اليوم نجسد فرحةَ وجود النبي بيننا وفي قلوبنا؛ لأَنَّ هذا اليوم يعتبر مناسبةً وفرصةً عظيمة للحديث عن الرسول ومبعثه ومنهجه ورسالته وَأَيْـضاً عن واقع الأمة وتقييمه.
إن صلتنا بهذا النبي هي صلةٌ بالرسالة، صلةٌ بالهدى وارتباطٌ بالمنهج الإلهي وارتباطٌ بالرسول في موقعه من الرسالة لنهتدي به ونقتدي به، فما أعظم حاجتنا والبشرية أجمع إلى أن تأخذ بنبينا الكريم على أنه هو من نتأثر به ونتأسى به ما أعظمها من حاجة.
هذا هو شعبُنا اليمني حفيد الأنصار من نصروا وآووا وحملوا راية الإسلام عاليًا وكانوا السباقين إلى الإيمان والنصرة فهم الذين تبوؤا الدار والإيمان يحذو حذوَ أسلافه بالتمسك بالدين الإسلامي وقيمه والتوقير لرسول الله..
فيا شعب الإيمان والحكمة يا يمنَ الأنصار فلنجعلْ من هذا اليوم الأغر في جبين الدهر يوماً مجيدا وَمشهوداً، ولنخرج جميعُنا إلى ساحات الاحتفال بالذكرى المحمدية.
ولنقرع كُـلّ تلك المحاولات الشيطانية من جانب الأعداء الذين يحاولون انتقاصَ مكانة هذا اليوم العظيم في النفوس وقدره في القلوب بغيةَ إبعاد الناس عن التمسك به والولاء له.
وسنحيي هذه الرسالة المحمدية وشخصية الرسول الأكرم في وجدان الأمة وفي مشاعرها حتى يكونَ للرسول حضورٌ في القلوب وفي النفوس أَيْـضاً حتى نستشعر جميعاً المسؤوليةَ التي نحن معنيون بها.
حقاً إن هذه المناسبات العزيزة الإيمانية لها علاقةٌ مهمةٌ بديننا الحنيف ونستفيدُ منها القربَ إلى الله، وتستحق الفرح والابتهاج، ولقد أراد أعداؤنا أن يشدوا مشاعرنا إلى مناسبات تافهة ليس لها قيمةٌ ولا أثرٌ ويبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة.