“هآرتس”: جنود إسرائيليون بشركة تجسس إماراتية وبرواتب فلكيّة
ويقول المصدر للصحيفة إن هذا يعدّ “تهريبًا فعليًّا للملكية الفكرية الإسرائيلية، من دون أي إشراف من وزارة الدفاع الإسرائيلية”، مضيفًا: “إنهم يأخذون هؤلاء الشباب إلى قبرص، ويشترونهم برواتب ضخمة”.
ولم تقدّم وزارة الجيش الإسرائيلية إجابة واضحة حول ما إذا كان هؤلاء يحصلون منها على التصاريح المطلوبة للعمل في الشركات الإماراتية، وردّت على سؤال الصحيفة بالقول: “لا تعلق الوزارة على حالات محددة تتعلق بسياسات التصدير الدفاعية، ولهذا السبب لن تعلق على تراخيص محددة، أو من هم المدرحون على سجل التصدير. أما في ما يتعلق بالإسرائيليين الذين يطلبون نقل ملكية فكرية أمنية خاضعة للإشراف لكيان أجنبي؛ فهذا نشاط يقتضي القانون أن يتمّ إنجازخ بموجب رخصة مبيعات وتصدير”.
وبحسب الصحيفة، فإن شركة “دارك ماتر” أسست على يد رجل الأعمال الإماراتي فيصل البناي، الذي يتولّى إدارتها أيضًا، وهو المؤسس كذلك لشركة “أكسيوم تيليكوم”، إحدى أكبر شركات الهواتف النقالة في الخليج، ووالده جنرال في الجيش الإماراتي.
وكانت “رويترز” قد كشفت في تحقيقها عن أن البناي زار إسرائيل عدّة مرّات، لأهداف تجارية، وأيضًا للقاء مسؤولي أمن سيبراني إسرائيليين. عطفًا على ذلك، تنقل الصحيفة الإسرائيلية عن مصدرها أن آخر زيارة للبناي كانت على الأغلب في الصيف الماضي، وحظي بمرافقة من مسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، كان قد أبلغهم مسبقًا أسماء شركات الأمن الإلكتروني الإسرائيلية التي يودّ الالتقاء بمسؤوليها. ويضيف المصدر أنه لم يحصل على الموافقة للقائهم جميعًا، لكن في بعض الحالات تم ترتيب مقابلات لاحقة في بلد ثالث.
وكانت “رويترز” قد كشفت في تحقيقها أن الإمارات جنّدت فريقاً من العملاء السابقين في وكالات استخبارية أميركية، لأغراض التجسس على خصومها، مفصّلة أن أعضاء الفريق السرّي المتعاقدون في “مشروع الغراب” Raven Project تمركزوا داخل فيلا في أبوظبي، وتقاضوا رواتبهم عبر شركة “دارك ماتر” DarkMatter، وتجسسوا لمصلحة الإمارات العربية المتحدة على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، معتمدين على تقنيات تعلموها خلال فترة خدمتهم في “وكالة الأمن القومي” (إن إس إيه)، وفق ما كشفت العميلة السابقة في المشروع، الأميركية لوري ستراود للوكالة.