كل ما يجري من حولك

هل هو الغباءُ أم إنها أقدار السماء؟

561

 

أم الحسن أبو طالب

ضرباتٌ موجعة بل تكاد أن تكون قاصمة، أصابت عصب الاقتصاد السعودي في مقتل، وتسببت في كوارثَ لم يعتقد النظامُ السعودي يوماً أنها ستحيط به من كُـلّ الجهات.

“خريص وبقيق” أصابهما الطيرانُ المسيّرُ المسدّد بعدة ضربات موجعة، كان لها بالغُ الأثر في قلب كُـلّ الموازين وتشكيل معادلة الردع الثانية في ظل العدوان الجائر، الذي استهدف وما زال كُـلَّ مقومات الحياة لشعبنا المظلوم، الذي جعل من صموده وَقُوداً لإشعال معادلات الردع ضمن حق الرد المكفول له بكل القوانين والشرائع.

معادلةُ الردع الثانية قد لا تكون الأخيرة إبان مبادرة السلام التي جعلها التحالف وقياداته محض مبادرة عابرة، لم يفكر أنها حبلُ النجاة الأخير الذي قد ينقذه إن تمسك به، مبادرة جعلت التحالفَ في موقفٍ ما بعدَه ليس كما قبله، فإن هو واصلَ عدوانَه الغاشم واستمر في وحشيته بقتل الشعب اليمني قصفاً وحصاراً وخنقاً اقتصادياً، فإنما هو بذلك يكتب شهادةَ وفاته التي وقّع هو عليها، وجعل نهايته المحتومة سيئةً بسوء ما اقترفته قياداته وأدواته بحق شعب اليمن العظيم الكريم من جرائمَ ومجازرَ ومآسٍ لا عد ولا حصر لها.

اليوم ومن خلال الغارات المتواصلة ومنذُ الساعات الأولى من إعلان المبادرة وما ارتكبته طائراتُ التحالف من مجازرَ وخروقاتٍ وقصفٍ وترويعٍ للآمنين، يعلن التحالفُ وبما لا يدع مجالاً للشك بأنه غيرُ قابلٍ لهذه المبادرة وأنها لا تعنيه، وأنه مصرٌ على استكمال عاصفته التي ما عادت تعصف إلا به، فمن صمد طوال خمس سنوات، وزاد صمودَه وصلابتَه تكالبُ العالم أجمع عليه، فبالتأكيد هو قادرٌ على الصمود خمساً وخمسين أُخرى.

ومن تهاوى وانهار من معادلتي ردع لا أظن الثالثةَ إلا قاتلةً له ولعلها قريبة جداً.

You might also like