كل ما يجري من حولك

أما ارتويتم من دمائنا؟!

597

 

هنادي أحمد

مجزرة تنهك العقلَ ليبقى تائهاً ما بين قلبٍ موجوع وفكر ضائع، مجزرة تلوَ المجزرة وضحـايا تلوَ الضحايا، ودموعٌ تنــهمر كُـلَّ مـا نظـرت إلى تـلك المشـاهد الـدامية التـي يندى لها جبينُ الإنسانية، وتصعــب على كُـلّ من في قلــبه ذرة من تلك المشــاعر المؤمنــة التــي تهاب وتخشــى اللهَ، وتخاف من هول وعقاب من تعــدى على حرمــات خلقــه.

جــفَّ مـدادُ أقلامنــا، وأصبحت تكتــب بحبــر الــدم، فتنــزف كُـلَّ يــوم تزامناً مــع كُـلّ مجزرة يرتكبــها العدوانُ السعودي الأمريكي.

إن أوجاعَهم باتت تؤلمهم، وتلك المسيّرات التي وصلتهم كسرت ما بين أجوائنا وأجوائهم كُـلَّ الحواجز، حيثُ أنها قد اعتـادت السيرَ وفقَ خطوطٍ مرسومةٍ، تحمل قضيةَ حقٍ ودفاعٍ عن المظلومية.

كلُّ دمعة سقطت من عيون الأبرياء من أطفالنا ونسائنا سنأخذها دليلاً كافياً لجانب كُـلِّ الأدلة التي نحملها؛ لتــوثيق جرائمهم الشنـيعة، ولتكن حجة على الذين اعتدوا.

رعاةُ العدوان على مدى أربعة أعوام وأكثر لم يكتفوا بالمجازر التي يرتكبونها بحق الأبرياء العزل، ولـم تتشبع وحشــيتُهم من رؤية أشلاء أطفالنــا ونسائنا، ولم يرتووا من دمائنـا على مدى الأعوام الخمسة صبحاً ومساءً.

امرأةٌ تصـرخ بالآهات من الألم تــحتَ الأنقـاض، وطفــلة صغيرة كانت قــد أدركت أن حيــاتَها ستنتهي بهــا بين الركــام، كُـلُّ مجزرة حدثت على أرض اليمن تعدُّ صورةً تعكس مــدى وحشيــة هذا الكــيان الكهنــوتي الصهــيوني، ومدى حقده وغيظه على الشعب اليمني.

صرخات وجع وآهات، أشلاءٌ متناثرةٌ، أجسادٌ مقطعة، أنينٌ ووجع، حقوقٌ مسلوبة، ركــامُ منزل طــاح على رؤوس ساكنيه، لم يبقَّ شيءٌ لكي يحكي ويصوغ تفاصيلَ ذلك المنزل الذي أختلط الحجرُ بالدماء، والترابُ بالأشلاء؛ بفعل أبشع نظامٍ على مدى التاريخ “آل سعود”.

You might also like