كل ما يجري من حولك

ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله

813

 

زينب إبراهيم الديلمي

ما وثّقته عدسةُ الإعلام الحربي وقناة المسيرة من مشاهدَ تجلَّت عن النّظير وتلك الانتصارات المُتتالية التي قطعت دابر المُنافقين والخونة والجبناء ليست أساطير ولا نسج قصص من الخيال، إنها وقائع شكّلت كُـلّ ما صنعه أبطالنا من مُجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة.. تلك هي آيات الله الجليّة التي نصّت في دستورِ القرآن عن نبأ النّصر والوعد الإلهي الحق بنصر المؤمنين، وذلكم هو النّصر الذي لا شبيه له ولا نِدَّ في تأريخ الحروب.

عملية «نصرٌ من الله» لخّصت كُـلّ مجريات الواقع وقلبت الموازين رأساً عن عقب.. هذه المُعجزة الإلهية أجهضت كُـلّ مخطّطات العدوّ الشّيطانيّة من كبيرها إلى صغيرها، معجزة لم تكن سوى مرآةٍ جليّة متواضعة أهّلت لموعد بُشرى النّصر للمستضعفين والمحرومين وسقوط العدوّ في وحل الهلاك الأبدي، معجزة أزاحت النّقاب عن أباطيلهم وأحلامهم العميقة، وجعلت أمانيَهم تشتمُّ رائحة المَنيّة عن بُعدٍ.. معجزةٌ آن أوانُها في أن تؤذِّنَ لأذان النّصر ويتوجّـه أفذاذ الرجال إلى محراب الميدان؛ لتأديّة فريضةِ الجهاد والدفاع المُقدّس بطريقتهم الخَاصَّة.

ما أن يأتي سماسرة الارتزاق والارتهان في تشكيل انتصار واهنٍ؛ ليحشدَ عشرات الألويات ومئات العتيد وآلاف المخدوعين الذين لم يكن مصيرهم في الأخير إلا انزلاقهم في مصيدة الهزيمة، سقطت تلك الألوياتُ التي كانت وسيلةً لحماية قوى الارتزاق، نُكِّسَ المخدوعون جميعهم الذين تجاوز عددهم للألفين.. وصاروا كطوابير النّمل التي تملأ الجبال.

ما رأيتُهُ من مشاهدَ يحقُّ لي أن أبكيَ فرحاً وأسجد لله شكراً على عظيم نصره وتأييده لنا..، ما رأيناه جميعاً تعبيرٌ عن اعتلائنا إلى عرش الغلبة، وسحقنا أراذل الخلق من رعاة المواشي والقطيع الذين لا يمتلكون أية وثيقة تُثبت حضارتَهم سوى أنهم أحذية بالية لأمريكا وإسرائيل.

وحقٌّ علينا رؤيةُ النّصر الذي وعد اللهُ تعالى به المؤمنين، وحقٌّ علينا أن نسجد لله شكراً ونرفع يد الشكر لهذه الانتصارات العُظمى.. وحقٌّ علينا أن نقيم احتفالاً مجيَدًا تكريماً لتضحيات الرجال ولنباهة القيادة القرآنيّة التي كانت إحدى نتائج ألطاف الله لنا في أحلك الأزمان، وتحقّقت تفسير الآية الكريمة فينا وشكّلت عيداً نبتهج به من يومنا هذا إلى يوم السّاعة: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ).

You might also like