كل ما يجري من حولك

بالفعل.. نصرٌ من الله

766

 

حميد دلهام

آخر إنجازات جيشنا ولجاننا الشعبيّة وَكبرى عملياتهم العسكرية الحدودية ضدَّ العدوّ المتغطرس، كانت بعنوان أَو تحت اسم (نصر من الله).. وهو العنوانُ الذي يلخّص كلَّ ما يحدث، ويفسّر كُـلَّ مجريات المعركة بحقٍ وحقيقة..

نعم، نصرٌ من الله، بل وفتحٌ قريب، فالعمليةُ كما تبدو من كلمات ونبرة الناطق الرسمي للجيش، والذي عوّدنا على الصدق دائماً، تبدو كبرى ونوعية، وبكل ما للكلمة من معنى..

أما تفاصيلُ الإعلان فلها شأنٌ آخرُ، في إحداث زلزال عنيف في معنويات ونفسيات الجيش السعودي المعتدي، ومن لفَّ لفَّه من مرتزِقةٍ وخونةٍ ومتحالفين، أخذت التفاصيلُ في سياق عام من الجوانب والمؤثرات التي ستثري وَقْــعَ الخبر ونزوله كالصاعقة على المعتدين.. فالناطقُ الرسمي له ماضٍ حافلٌ بالمصداقية، ورصيدٌ تراكمي في مجال تحري النقل، وعدم الانزلاق في أتون الحرب النفسية بمعناها التقليدي، المعروفة في العلم العسكري، والتي تتبنى بالضرورة الفبركةَ والكذبَ والتضليلَ؛ لإرهاب العدوّ وتحطيمِ معنوياته.

إذن هي حربٌ نفسية، ولكنها بأسلوب مختلفٍ جِـدًّا، وَفي اتّجاه معاكس.. اتّجاه يعتمدُ المصداقيةَ بدلاً عن الزيف والتضليل، ما يجعل تلك الحرب أشدَّ وقعاً على العدوّ، وأعظم فتكاً بنفسياته ومعنوياته، هذا أولاً، أما ثانياً تفاصيلُ العملية ليست بالهينة أَو العادية، فالناطقُ الرسمي قد أكّـد سقوطَ ألوية عسكرية معادية، بكامل عديدها وعتادها، وبالتالي اغتنام أسلحةٍ ثقيلة ونوعية، وَأسر الآلاف من الأفراد ومن جنسياتٍ مختلفة، قطعاً هناك أسرى سعوديون، بل وقيادات عسكرية كبيرة.

ثالثاً تفاصيلُ أتت لاحقةً للعملية وليس معها، بمعنى أننا أمام إخراجٍ جيدٍ ومدروس للعملية، واستغلال ذلك إعلامياً وبما يشبه التعاملَ التركي مع قضية خاشقجي.. كُـلُّ ذلك كان له أشدَّ الأثر على نفسيات العدوّ المنهارة أصلاً..

إذن بالفعل هو نصرٌ من الله.. ولا شك أنَّ الشعبَ اليمني بمظلوميته الكبرى، وبصبره وثباته ومقارعته للظالمين، وبعدالة قضيته، يستحقُّ هذا النصرَ وبجدارة، خصوصاً عندما تقاسُ الأمورُ بالمقاييس المادية والبشرية، وعندما تجري المقارنةُ، ويطلقُ المحللون لأفكارهم العنانَ، في نتائج المعركة، وعلى ضوء المعطيات الميدانية، والفارق الكبير في التسليح بين الفريقين كمّاً ونوعاً..

تحضرني في هذا المقام عبارةٌ لمتغطرس مغترٍ بنفسه، ولكنّه صدَقَ وهو كذوب، إنه أبو جهل –لعنه الله- فقبيلَ معركة بدر، عرض عليه أحدُ زعماء القبائل العربية، مساعدةً عسكريةً؛ باعتباره رأسَ قريش المتكبر، فرفض عرضَ العارض وقال له: (يا هذا إنْ كنا -يعني قريش- إنما نقاتل البشرَ -يقصد رسولَ الله وأصحابَه- فلن نُغلَبَ اليومَ من قلة، وإنْ كنا إنما نقاتلُ اللهَ، فما لأحدٍ بالله من طاقة)..

فمتى يعقلُ هذا النظامُ، ويفكر بعقله لا بكبريائه وغطرسته؟! سؤالٌ مطروحٌ لقادم الأيّام..

You might also like