كل ما يجري من حولك

ثورة 21 سبتمبر.. ثورةُ شعب وبناءٌ للدولة الحديثة

495

 

محمد عبدالمؤمن الشامي

تعرَّضت اليمنُ عبر السنوات الماضية لحملة تدمير مُمَنهجة ومدروسة من النخبة السياسية والحكومات المتعاقبة التي تعاونت مع القوى الإقليمية؛ لإبقاء اليمن في حالة فشل، وإبقاء الحال على ما هو عليه، مَا أثَّر بشكل كبير على حياة اليمنيين اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، إضافةً إلى استمرار الهيمنة السعودية على الحكومات المتعاقبة ومؤسّساته في إطار مخطّط عدواني؛ بهَدفِ تجويع الشعب اليمني، بطريقة ممنهجة ومقصودة، الهدف منها تركيعُ اليمن.

ومن هنا جاءت الثورة ثورة 21 سبتمبر والالتفاف الشعبي حولها خَاصَّةً أنها جاءت تصحيحاً لثورة 11 فبراير في وقت بلغت المشاريع الطامعة والمؤامرات والأزمات ذروتها؛ لتمزيق وتفتيت نسيج الشعب اليمني وإثارة الانقسامات الطائفية والمذهبية والمناطقية؛ لذلك جاءت ثورة 21 سبتمبر من أجل إعادة الاعتبار والكرامة للشعب اليمني.

كما إنها تمكّنت من إفشال المخطّطات الأمريكية السعودية في تقسيم اليمن إلى أقاليمَ متناحرة، وأسقطت الوصاية والتبعية، ومثّلت تطلعات وطموحات اليمنيين، فواجهت بعد ذلك عدوانا سعوديا إماراتيا أمريكيا منذ 26 مارس 2015، وهذا ما يؤكّـد حقيقةَ أن الهدف الأول من هذا العدوان هو تمزيقُ اليمن وتفتيته، وخيرُ دليل هذه الأيّام وشاهد هي حال المناطق الجنوبية التي أصبحت ساحاتٍ لقتال، وهذا ما يريده دول العدوان السعودي والإماراتي والأمريكي، ليس بالمحافظات الجنوبية فحسب بل لجميع محافظات ومدن اليمن.

فبعد أن فشل مخطّط دول العدوان في تجزئة اليمن باسم الأقاليم عبر الخائن الفارّ عَبدربه منصور هادي الذي قدم استقالته في يناير 2015، فشنت طائرات العدوان السعودي غاراتها الجوية على العاصمة صنعاء وأعلنت السعودية من واشنطن بدأها العدوان على اليمن تحت مسمّى (عاصفة الحزم) بتاريخ 25 مارس 2015م، منوّهاً إلى أنه ومنذ اللحظات الأولى عمد العدوان إلى استهداف المحافظات الشمالية والجنوبية واستهداف المدنيين، قتلٌ وتدميرٌ مستمرّ طال البشر والشجر والطير والحجر، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية، وحصار شامل برا وبحرا وجوا إلى اليوم، وهذا كله؛ بهَدفِ إجهاض ثورة الشعب ثورة 21 سبتمبر الشعبيّة؛ لذلك فإن الشعب اليمني يخوض اليوم أقدسَ المعارك؛ حفاظاً على مكاسب ثورة 21 سبتمبر وَالتحرّر من الظلم والهيمنة والوصاية والفساد والمحسوبية التي ظلت تعيق أي تقدم أَو تطور لشعبنا عبر السنوات الماضية.

اليوم نحن في العام الخامس من العدوان وبالصمود الأسطوري الذي سطّره اليمنيون -جيشاً ولجاناً شعبيّة- أفشلوا كُـلّ المخطّطات والمؤامرات والمشاريع الهادفة إلى تشطير اليمن، وتقسيمه ليس فقط لشمال وجنوب بل إلى أقاليم ودويلات؛ لذَلك فإن ثورة 21 سبتمبر هي أول ثورة عربية حقيقية تصحّح مسار ما يسمى الربيع العربي ورفضت الوصاية الأمريكية السعودية.

إن ثورة 21 سبتمبر لها قيمة خَاصَّة في قلوب كُـلّ اليمنيين، ويدركون جيَدًا أن التحديات والمخاطر على اليمن هي دول العدوان التي تستهدف وحدة اليمن وهُوِيَّته الوطنية؛ لذَلك يجب أن يعيَ كافة أبناء الشعب اليمن في الشمال والجنوب، في الغرب والشرق، في الداخل والخارج، من المهرة إلى صعدة، وأن اليمن هي المستهدَفُ الأول من قبَل دول العدوان، فالعدوان لا يفرق بين شمال أَو جنوب أَو غرب أَو شرق لا يفرّق بين البشر والحجر ولا بين الماضي والحاضر، والمستهدف هو اليمن أرضاً وإنساناً ومقوماته وأمنه ووحدته واستقراره، وهذا ما يجب أن يدركه اليمنيون وممثلو الأحزاب والمكونات السياسية والناشطون السياسيون وممثلو منظمات المجتمع المدني وَكُـلّ شرائح وأطياف المجتمع اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.

You might also like