كل ما يجري من حولك

الـ21 من أيلول.. بين سؤال الثورة وإجابة النّصر

233

 

زينب إبراهيم الديلمي

ثورةٌ لم تستنتجْها إلا ألبابُ ذويها الذين لم تقر أعينُهم من وساوس ضغينة العُملاء وثوران أحقاد الأمريكان ومن على شاكلتهم الذين حاولوا أن يجهضوا أهداف الثورة التي بقيت حبيسةَ الأدراج وبعيدةً عن الواقع العملي.. ورأوا فيها بعين السُّخْط والضغينة في زاويَة داكنة، فأثارت هذه المطالب سخطَهم وضجيجَهم وانزعاجَهم منها وبدأوا بالتضليل والتشويش ضد الأهداف المُعلنة.

لم يرَ الشعب اليمني أيَّ نورٍ بعد أن نمت جذور السياسات الأمريكيّة وتفرّعت أشواكها وتضّخمت نفوذها في اليمن، بل إن نظام الظلم وحكومة الفساد آنذاك قد خضعت تحت المجهر الأمريكي وأصبحت أحد أذرع أمريكا وقطعة قماش قشّة تُستخلص فور ما إن ثُبت فسادُها وعمالتها للأنظمة الأجنبيّة، وما أسرع أن يتسرب الفسدة في حفرة مغشوشة كما يتسرب السّائل من الإناء المثلوم!

عمَّ الفساد وترسَّب، غلُّها تجول في التفافها على الثورة والثوّار الأيلوليين، صمّت آذان المفسدين وبكمت أعين الظالمين عن خيارات الثورة ومطالب الثوّار المنادين بإسقاط نظام الظلم، تجاهلت حكومة الفساد وجرعة المنيّة إنذارات قائد الثورة.. ولم تتيقظ قط وتنتبه بأن التصعيد والثورة لا زالتا تصبان حمم الصّبر والاحتمال والثبات للثوّار رغم التخاذل الكبير وعدم الاكتراث لأصوات الأيلوليين.

هُنا وضعت الثورة أسئلةً غامضةً لأرباب الفساد.. من الأحق في العيش بحريّة واستقلال ولا يخضع تحت إمرة أجنبي، الشعب أم المتسلطين والجبابرة؟ من ذا الذي يضع الحقوق والقوانين ويحمي سيادة البلد من طُغمة الفئران الأمريكيّة، الشعب أم المحتل الأمريكي؟ من ذا الذي سيُعمِّر الأرض ويبنيها بيديه، الشعب أم الفسدة وعابثو الأرض؟

لا زال الثوار مُتكاتفين لمحاربة بوادر الجفاء، فلاحقوهم قبل أن يستفحل فسادهم بكثرة.. حتى حان أذان النّصر المُتجلّي في أيلول الحادي والعشرين للعام 2014، وأجاب عن كُـلّ الأسئلة الغامضة.. وعمّ السرور والفرح في انتصار الإرادة والعزيمة التي لم تتقهقر يوماً ما، وأُلقي خطاب النّصر على لسان القائد الضرغام.. مُباركاً للشعب اليمني والثّوار هذا النّصر المُظفر الذي لم يرضخ لأيّة فرمانات خارجيّة رغم المساعي الفاشلة لإخماد نيران الثورة.

بهذا التعاون والتكاتف، بهذا الإرشاد الحكيم حارب فئران أمريكا.. وقتل جرثومها في المهد، وارتقى المجتمع اليمني الصامد المؤمن إلى مستوى رفيع من الحريّة والاستقلال والسّيادة والكرامة.

You might also like