كل ما يجري من حولك

تحت يافطة الترفيه والانفتاح.. بن سلمان يُعيدُ الوثنيةَ والشرك والإلحاد إلى بلاد الحرمَين الشريفين

680

 

تقرير / عبدالفتاح البنوس

تحتَ يافطةِ الانفتاح على الآخر وتجسيداً لتوجُّـهات محمد بن سلمان المرحلية التي تتبنّى خيارَ الترفيه الذي يتماشى مع تأسيس الهيئة العامة للترفيه كبديلٍ لما كان يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الخطوة التي دشّن من خلالها المهفوفُ السعودي محمد بن سلمان ما يُعرَفُ برؤية المملكة للعام 2030، وهي الرؤية التي تم إعدادها من قبل خبراء أمريكيين وَبريطانيين وفرنسيين وإسرائيليين لشكلِ الدولة السعودية الذي من المتوقَّع أن تكونَ عليه مع حلول العام 2030.

هذه الرؤيةُ المرحليةُ المزمنة جاءت بهدفِ حَرْفِ الأنظار عن الأطروحات التي تتناول سياسة محمد بن سلمان وإخفاقاته المتكرّرة وفشله الذريع في إدارة شؤون الحكم وتوقعات الكثيرين بسقوطه الوشيك، وأمام ذلك ولكي يثبت للغرب بأنه رجل المرحلة المنتظر بالنسبة لهم، اتجه نحو علمنة بلاد الحرمين، وتحويلها إلى دولة منفتحة على غرار الإمارات وقطر غير مُبَــالٍ بخُصُوصية بلاد الحرمين الشريفين وما ينبغي أن تكون عليه من التزام بالضوابط الشرعية الصحيحة الخالية من التشدّد والتطرف، والغلو.

الديسكو الحلالُ في البيت الحرام!

أولى خطوات السقوط السعودي في مستنقع الشرك والإلحاد السماحُ بافتتاح صالات الديسكو والرقص والملاهي الليلية وصالات القِمار ومحلات بيع الخمور في مدينة جدة الساحلية، ودعوة العديد من المثليين والشواذ من الجنسين لإحياء حفلاتهم الماجنة هناك وسط مشاركة واسعة وخصوصاً في صفوف الشباب من الجنسين وهي خطواتٌ انفتاحية يسعى بن سلمان من ورائها إلهاء الشارع السعودي عن متابعة الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية للمملكة وإغراقهم في وحل الشذوذ والتفسخ الأخلاقي؛ وذلك كي يتسنى له مواصلة حماقاته الداخلية والخارجية وإهداره لثروات الشعب السعودي وتبديدها في أوجه إنفاق غير مشروعة تصب في مجملها في جانب تعزيز وتثبيت دعائم حكمه، وشراء التأييد الأمريكي والغربي والإسرائيلي له من خلال دفع الجِزية أَو من خلال صفقات الأسلحة والاستثمار هناك؛ دعماً لاقتصاديات هذه الدول.

 

 تمثالُ الحرية وعودةُ الأصنام

وفي سياقِ سياسةِ بن سلمان التحرّرية، قام بنصب مجسَّم صغير لتمثال الحرية، حيث قام بوضعه على مدخل مدينة جدة كرمز للانفتاح، وهو بذلك يفتح المجالَ أمام عودة الأصنام والأوثان إلى بلاد الحرمين تحت مبرّر الانفتاح وحرية الأديان والمعتقدات؛ ولذلك لا غرابة إن سمعنا في القريب العاجل عن ارتداد الكثير من السعوديين عن الدين الإسلامي وإعلانهم الكفرَ والإلحادَ، فكُلُّ الأمور باتت مهيئةً لذلك وخصوصاً بعد أن أعلنت الداخلية السعودية خلالَ شهر رمضان المبارك المنصرم عن حرية الإفطار في رمضان ومنع التعرض لأي مواطن أَو مقيم مفطر، أعقبها إعلان مماثل بعد عيد الفطر المبارك منَعَ بموجبه التعرض لأصحاب المحلات الذين يزاولون أعمالهم وقت الصلوات وجعل الإغلاق للصلاة حرية شخصية.

هذه الخطوات المتسارعة نحو الزندقة والإلحاد عبارة عن مقدمات أولية لخطوات قادمة ستكون أكثر انحرافاً وغواية، في ظل قيادة بن سلمان للسعودية وإدارة تركي الشيخ لهيئة الترفيه وسعيه الدؤوب لتنظيم المزيد من الحفلات والمهرجانات والفعاليات المثيرة للجدل والخادشة للحياء والمسيئة للمقدسات الإسلامية في بلاد الحرمين..

 

 بناءُ الكنائس وتبنّي حقوق الشواذ والمثليين

في ظل الحديث عن حرية الدين والمعتقد داخل إدارة بن سلمان لبلاد الحرمين الشريفين، فإن الأمرَ قد يتطور وخصوصاً مع تزايد أعداد غير المسلمين، واعتناق العديد من السعوديين والمقيمين ديانات أُخرى غير الإسلام، حيث ستطلب الأمرُ بناءَ الكنائس ودُور العبادة الخاصة بهم وذلك تجسيداً للانفتاح والتحرّر السعودي -حسب مفهوم محمد بن سلمان وطاقمه الاستشاري-، وإذا ما تحقّقت هذه الخطوة عملياً، فإننا سنشهد ما هو أفظعُ منها، حيث لا يستبعد الموافقة على حقوق الشواذ جنسياً والمثليين ومنحهم الحق في إنشاء مراكز خاصة بهم ما دام ذلك يرفع من مستوى الإسناد الخارجي للمهفوف السعودي ويصب في مصلحته، وعلى الرغم من معارضة السواد الأعظم من السعوديين للسياسة السعودية الوهابية السابقة واللاحقة والتي تغيب عنها قيمُ الوسطية والاعتدال وتتعامل بطريقة الإفراط في الغلو والتطرف والتشدّد، أَو التفريط التام في الدين والقيم والمبادئ والأخلاق، إلا أن السياسة القمعية التي يعتمدها آلُ سعود تحول دون تعبيرهم عن ذلك خشية تعرضهم للاعتقال والقتل كما هو حالُ العديدِ من الناشطين والحقوقيين والسياسيين والدعاة والمفكرين والإعلاميين.

والسؤالُ الذي يطرَحُ نفسَه هنا: هل يخجَلُ محمد بن سلمان من نفسه بعد كُــلّ هذه الممارسات القذرة وعقب هذه الانحرافات الخطيرة أن يمنحَ نفسَه لقبَ خادم الحرمين الشريفين?! وهل يعي أن الانفتاح والحرية بحسب رؤيته الساقطة وعقليته السطحية ستقوده ومملكته نحو السقوط السريع وستكون فترة تسلطه على رقاب الشعب السعودي هي الأقذر والأوسخ في تأريخ مملكة آل سعود المشبَّع بالإجرام والخسة والنذالة والسفور والفساد المالي والأخلاقي?!

You might also like