كل ما يجري من حولك

تصعيد عسكري في سقطرى وشبوة: الخلاف يحتدم بين الأطراف الموالية للتحالف

تصعيد عسكري في سقطرى وشبوة: الخلاف يحتدم بين الأطراف الموالية للتحالف

442

متابعات:

مجدداً يتأزم الوضع في محافظة سقطرى شرقي اليمن مع اندلاع مواجهات بين قوات موالية لهادي وعناصر مدعومة إماراتياً تحاول السيطرة على ميناء المحافظة وذات أجواء التوتر تشهدها محافظة شبوة عقب انتشار كثيف لقوات ماتسمى بالنخبة الشبوانية فيما يستمر التصاعد للمواقف الرافضة لتواجد السعودية وانتهكاتها في محافظة المهرة شرقاً ما يعكس حقيقة الأطماع للنظامين السعودي والإمارتي وواقع الحال الذي باتت تعيشه المناطق التي تحت سيطرتهما.

ومنذ يوم الجمعة الماضي دشّنت أذرع الإمارات العسكرية والسياسية تصعيدها وشرعت بمحاولة احتلال ميناء جزيرة سقطرى الاستراتيجية بالتزامن مع تصعيد مماثل في محافظة شبوة حاولت من خلاله المجموعات الموالية لأبو ظبي توسيع قبضتها في المحافظتين (سقطرى وشبوة).

وأكدت مصادر محلية في سقطرى يوم الأربعاء أنّ الجزيرة تعيش حالة من التوتر منذ أيام على أثر تصعيد عناصر ما يُعرف بقوات “الحزام الأمني” التابعين لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات تحركاتهم، ومحاولتهم السيطرة على ميناء سقطرى جنباً إلى جنب مع تحركات موازية ضدّ السلطة المحلية التي ترفض تمكين هذه العناصر من السيطرة في الجزيرة.

وبعد ساعات من إعلان محافظ سقطرى رمزي محروس عن إحباط هجوم عناصر “الحزام الأمني” على ميناء الجزيرة أوّل من أمس الثلاثاء شهدت سقطرى مسيرة لأنصار “الانتقالي” رفع خلالها المشاركون شعارات معادية لمحروس ولوزير الثروة السمكية فهد كفاين (أحد أبناء المحافظة) بعد أن كان الاثنان تعرضا للاعتداء والرشق بالحجارة أمام بوابة المجمّع الحكومي في منطقة قلنسية، يوم الاثنين الماضي.

ويعدّ التصعيد في سقطرى بهدف السيطرة على الميناء الوحيد في الجزيرة الاستراتيجية الواقعة في ملتقى البحر العربي والمحيط الهندي الثاني من نوعه إذ سبق أن سعت أبو ظبي للاستحواذ على مطار وميناء سقطرى بالقوة العسكرية أثناء تواجد رئيس حكومة هادي السابق أحمد عبيد بن دغر في الجزيرة أواخر إبريل/نيسان ومطلع مايو/أيار 2018. وهي الخطوة التي مثّلت في حينه شرارة تدويل أزمة اليمن مع الإمارات عبر رسالة رسمية بعثتها حكومة هادي إلى مجلس الأمن الدولي واشتكت فيها من تصرفات الإمارات وسعيها لاحتلال ميناء ومطار سقطرى دونما أي مبرر مقبول للتواجد العسكري لهذه الدولة في جزيرة يمنية أبعد ما تكون عن المحافظات التي تشهد معارك مع جماعة (الحوثيين) ويقول التحالف إنه يشارك فيها بطلب من الحكومة.

وعلى الرغم من إعلان السلطات المحلية في سقطرى دحر مهاجمي الميناء يوم  الثلاثاء لا يزال الوضع متوتراً ومرشحاً لعودة التصعيد في أي لحظة لا سيما مع استمرار تحركات العناصر الموالية لأبو ظبي والتي تسعى لاستكمال فرض السيطرة الإماراتية في واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية اليمنية، بعد أن تعاظم نفوذ الإمارات فيها إلى حدّ كبير خلال الأعوام الأخيرة.

إلى ذلك كان لافتاً تزامن التصعيد في سقطرى مع تصعيد موازٍ في محافظة شبوة حيث دشنت ما يعرف بـ”قوات النخبة الشبوانية” الموالية للإمارات، حملة للسيطرة على مدينة عتق مركز المحافظة وخاضت اشتباكات مع القوات الحكومية قبل أن تتقدّم في المدينة التي لا يزال الوضع المتفجّر حولها مستمراً. وفي وقت لاحق أمس قالت مصادر محلية في شبوة إن القوات الموالية للإمارات هاجمت مطار مدينة عتق في إطار محاولتها إتمام السيطرة على المدينة. ووفقاً للمصادر فقد أقدمت قوات “النخبة الشبوانية” على محاصرة مطار عتق لمطالبة أفراد الأمن والجيش الحكوميين بتسليم المطار المتوقف عن العمل قبل أن تنجح القوات الحكومية بصدّ محاولات هذه القوات باقتحام المطار.

وتعدّ شبوة من أهم المحافظات النفطية اليمنية والتي أنشأت الإمارات فيها “قوات النخبة الشبوانية” ومكنتها من السيطرة على العديد من المناطق تحت مسمى مكافحة “الإرهاب” لكنها واجهت رفضاً محلياً وحكومياً أعاق بسط نفوذها في العديد من المناطق وهو ما دفعها إلى التصعيد عسكرياً ضدّ قوات الأمن والجيش (الحكومية)، في هذه المحافظة.

و يبدو لافتاً أنّ التصعيد العسكري بين الأطراف الموالية للتحالف يبقى مفتوحاً على الاحتمالات كافة والتي تعتمد على حدود أهداف أبو ظبي وما إذا كانت ترى أنه آن الأوان لاستكمال إسقاط شرعية الدولة جنوباً مع ما يمكن أن يحمله هذا الخيار من ارتدادات عكسية بانكشاف أوراق أبو ظبي وبالتالي حصد مزيد من الإدانات اليمنية لتصرفاتها والحيلولة دون تحقيق ما تريد.

غياب السلطة الفعلية جعل من مناطق سيطرة التحالف ساحةً للفوضى الأمنية وتصاعدِ العمليات الإرهابية مع تبخرٍ لكل وعود التنمية والتطوير مايدلل على الأهداف التخريبية والاستعمارية لتحالف يلخص البعض أطماعه في الاستحواذ على الموانيء والحقول النفطية والممرات المائية الهامة.

يمثل واقع المناطق التي تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي النموذج الأكثر وضوحاً لنوايا هذين النظامين من الحرب على اليمن ما بين مساعٍ تخريبية وتقاطعٍ للمصالح وتقاسم للثروات والأرض وما خفي ربما أعظم برأي كثيرين.

You might also like