إيقاف التحالف لرحلات الطيران في اليمن .. ضحايا وغضب وإذلال!

متابعات:

تكرر بشكل لافت إيقاف التحالف العسكريالسعودي الإماراتي لرحلات الخطوط الجوية اليمنية وشركة بلقيس للطيران. وللمرة الثالثة وخلال أسبوع وأحد أعلنت الخطوط الجوية اليمنية إلغاء مواعيد رحلاتها الخميس (13 يونيو/حزيران) لعدم تمكنها من الحصول على تصريح للرحلة من قيادة التحالف العسكري السعودي. كما تقول اليمنية فإن التحالف لم يوضح لهم أسباب ذلك الإجراء ثم تعلن الشركة بأنها ستقوم بإبلاغ المسافرين عن موعد الرحلة الجديدة.

 تنقل الركاب في اليمن شركتين محليتين فقط هما الخطوط الجوية اليمنية وبلقيس واللتين تحصلا على تراخيصهما من التحالف السعودي. وتخصص تلك الرحلات للمنظمات والمسؤولين والمدنيين. كما أن عدد من المطارات ما زال مغلق بعد أن تم تحييد الطيران ويعمل فقط مطار سيئون وعدن وهو حال شركات الطيران غير المحلية وهو الأمر الذي ضاعف صعوبات سفر المواطنين خاصة مع قلة عدد الطائرات المحلية.

 أدى الوضع الحالي وعدم إعطاء التحالف بعض الرحلات تراخيص إلى مضاعفة معاناة اليمنيين الذي يسافر أغلبهم للعلاج في الخارج، خاصة مع تزايد أعداد الجرحى جراء الحرب، والذين وصل عددهم في تعز فقط إلى قرابة 17 ألف جريح.ويضطر الكثير منهم بعد أن يتم إيقاف رحلتهم إلى البقاء عالقين في المدينة التي ذهبوا إليها للسفر منها ويضطرون لدفع مبالغ مالية كثيرة لتسيير حياتهم خلال ذلك الوقت وهو ما يضاعف الأعباء عليهم خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها اليمن وارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 82%. وتشير إحصائيات إلى أن عدد المسافرين المرضى سنويا يبلغ حوالي 300 ألف مواطن. كما أدت ممارسات التحالف تلك إلى غضب اليمنيين الذين استنكروها إذ لم يكن هناك مراعاة لظروفهم وهم في بلدهم.

 في صعيد متصل لا يرى الإعلامي عبدالرقيب الأبارة سببا لإلغاء التحالف السعودي لرحلات الطيران غير الإمعان في إهانة اليمنيين. وقال التحالف لديه مبرر أن يسمح بخمس رحلات يوميا وعندما تكون هناك رحلة للأمم المتحدة يقوم بإلغاء إحدى رحلات اليمنية. واستطرد “هذا غير منطقي.. ما المانع من أن يفتح مطار الريان للعمل”.

 ودفع ذلك الباحث عبدالسلام محمد للتساؤل حول ما إذا كانت ممارسات التحالف تلك تشريع لاحتلال أم معاقبة لليمنيين؟ الجدير ذكره أن مواطنين من المكلا بحضرموت طالبوا مؤخرا التحالف العربي بإعادة فتح مطار الريان بالمحافظة، باعتباره شريان حياة.

 وكان وزير النقل بحكومة هادي صالح الجبواني طالب التحالف السعودي بالسماح لطيران اليمنية بزيادة عدد رحلاتها مشيرا إلى أن الطيران اليمني بات غير قادر على نقل اليمنيين بسبب تقليص التحالف لعدد رحلاته الجوية.

 يذكر أن التحالف العسكري السعودي الذي يسيطر على الأجواء اليمنية منذ انطلاق الحرب على اليمن في 26 مارس/آذار 2015 وهو من يمنح التصاريح لتسيير الرحلات المدنية والتجارية. وتبدو العلاقة متوترة بين حكومة هادي والإمارات تحديداً فقد كشفت سابقاً وثيقة للخطوط اليمنية تطالب فيه التحالف بالسماح لطائراتها بالمبيت في مطار عدن, وذلك لارتفاع تكاليف مبيت طائراتها في الخارج والتي تصل إلى ما يقارب عشرين ألف دولار يوميا.