كل ما يجري من حولك

جمرةُ الباليستيات الكبرى

502

 

زينب إبراهيم الديلمي

لا زالَ ضجيجُ قوى الظّلام والمولولين يملأُ آذانَ الغَرقى والمنزلقين في وَحْلِ الكذب والإرجاف، فأشاعوا بأنّ الصواريخَ الباليستيّة “بلاستيكيّة” وَالطائرات المُسيَّرة “ألعاب بلاستيشن”، وَأقاموا الدنيا وما أقعدوها بولولتهم ونحيبهم.. فانجرُّوا لمغريات أربابِهم ومواليهم؛ ليتناقلوا هذا الضجيجَ وهذه الشائعاتِ بين العوام!

لقد ظنّوا حقاً بأنَّ حربَهم وحصارَهم وارتشافَهم للدماء ونهيقهم قد يُقيهم من حدِّ الجمرات الباليستيّة، وأن يبقى الشّعبُ اليمنيُّ خانعاً في بيته لاجماً لسانَه عن الحقِّ والحقيقة، ولا يرفع صوتَه عالياً نداءً لمظلوميّته.. ولم يُجْــدِهم نفعاً شراءُ “الباتريوت” الأمريكية بأن تحميَهم وتُنجّيَهم من أبابيل الجمرات “البلاستيكيّة” -كما يصفون-.

وإثر هذا الضجيج القبيح الذي خلق لمملكة الكهول وإمارة الصِّبيان جوّاً من القلق والإرباك والتخّوف في بدايات رمي الجمرات الصُّغرى والوسطى التي لم تكُ إلا رسالاتٍ وجُملاً واضحةً في كفّ أيديهم الملوّثة عن عدوانهم وشرعنتهم لإراقة الدِّماء.. الآن وقد أضحت الجمراتُ الكُبرى ركيزةً في منصّة الرد بالمثل؛ لتبدأ مرحلةُ الاختبار في ضربِ الأهداف الــ ٣٠٠ ورمي جمراتها إلى نصب الشّيطان بدقّة مُتناهيّة..

لأنّهم استهدفوا منازلَنا ومدارسَنا ومستشفياتِنا وطرقَنا ومطاراتِنا، وَنادوا بحُريتهم وإنْسَــانيتهم المُزيّفة التي تغنّوا بها وطبّلوا ورقصوا وعزفوا على أوتار الدماء التي أُريقت، فحقٌّ علينا أنّ نرميَ الجمراتِ الكُبرى في أهدافِهم الاستراتيجية، حَقٌّ لتلك الجمراتِ الصاروخيّة أن تنفلقَ بين قُضبان الأرض؛ لتُحلِّقَ في فضاءِ العدو أسراباً وتنفجرُ قاذفاتُها على رؤوس تحالُفِ الوصاية..

فلمن يُثرثِرُ بأنّ الصواريخَ “بلاستيكيّة”: هذه هي الصواريخُ التي حطّمت جميع الأسلحة ذات الأرقام القياسيّة في تقنيّاتها وَحداثة استخدامها.. هذه هي البلاستيكيّات التي لجمت أفواهاً مؤمركةً.. هذه هي البلاستيشناتُ التي دكّت مملكة النّخل الخاويّة وإمارة الواحات الصحراويّة.

You might also like