صفقة القرن وضغوط ترامب على إيران!
صفقة القرن وضغوط ترامب على إيران!
متابعات:
تعيش منطقة غرب آسيا، وخاصة منطقة الخليج تصعيداً سياسياً وإعلامياً لم يسبق مثيله منذ الحرب التي فرضها صدام على ايران من 1980 الى 1988، وهذا التصعيد يشهد حالة متذبذبة بين التشديد والتراخي، ولكن وتيرته تصاعدت منذ تولي دونالد ترامب الادارة الأمريكية.
ورغم هذه التصعيدات والتوترات والتهديدات، ورغم كل الحساسية الكبيرة، فإن الواضع مازال تحت السيطرة وضبط النفس، وليس السبب ان هناك حلولا دبلوماسية أو مفاوضات أو حلحلة للوضع، بل السبب يعود لإدراك الكاوبوي الأمريكي ان تأجيج نار الحرب في هذه المنطقة لا يمكن السيطرة عليها، وستخرج الأمور عن السيطرة إلى ما لا يحمد عقباه لكل الأطراف، ولكن الخاسر الأكبر سيكون أمريكا وحلفاؤها في المنطقة، بما لهذه الحرب من نتائج كارثية على دول المنطقة وواشنطن، كما ان إيران أيضاً بما لديها من قيادة حكيمة، أعقل من ان تثير حربا في المنطقة الا ان تضطر للدفاع عن النفس.
والسبب الآخر، يعود إلى طبيعة الهدف من هذه الضغوط، فإذا تتبعنا الأخبار وعلمنا ان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أصدر تعليمات إلى وزارة الخارجية للموافقة على صفقات بيع أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار إلى الأردن والسعودية والإمارات بذريعة مواجهة إيران. وإذا عرف السبب بطل العجب، فأحد أهداف هذه الضغوط هو تخويف أنظمة الخليج من البعبع الإيراني، لمزيد من حلب هذا الضرع الخليجي.
نضيف إلى ذلك، محاولات الولايات المتحدة لتمرير ما يسمى “صفقة القرن” وبما ان إيران ومحور المقاومة، تمثل أقوى حاجز أمام تمرير هذه الصفقة، لذلك تمارس واشنطن الضغوط على طهران، لهذا الهدف، ويأتي عقد مؤتمر عالمي في البحرين في هذا الاطار، وبرأينا فإن هذا المؤتمر محكوم عليه بالفشل، وسيولد ميتا.
وخلاصة الكلام، ان الاحتمالات الاقوى لا ترجح نشوب الحرب في المنطقة، بل الجميع يعلم وحتى أبسط الناس، ان ضغوط ترامب على إيران، انما هي لحلب المال الخليجي، ولكن وتيرة التوتر ستبقى مستمرة، مادام هذا الضرع يدر لبنا سائغا لترامب، وعلى الأقل إلى حين تمرير صفقة القرن، التي لن يكتب لها النجاح بوجود مقاومة الشعوب.