كل ما يجري من حولك

«فورين بوليسي»: قناة بنما قد تكون مسرحاً آخر لحروب الولايات المتحدة التجارية

«فورين بوليسي»: قناة بنما قد تكون مسرحاً آخر لحروب الولايات المتحدة التجارية

809

متابعات:

شدد مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية على أن أهمية قناة بنما الاستراتيجية والرمزية تضعها في قلب التوترات التجارية المتزايدة.

وجاء في المقال: في أعقاب قرار الرئيس البنمي المنتهية ولايته خوان كارلوس فاريلا إنهاء العلاقات الدبلوماسية مع تايوان من أجل إقامة علاقات رسمية مع بكين في حزيران 2017، بدأ التخطيط لموجة كبيرة من الاستثمارات الصينية، حيث ستسمح مشروعات البنية التحتية الرئيسية واتفاقية التجارة الحرة الوشيكة لبنما، التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة، بزيادة إمكاناتها إلى أقصى حد كمركز للتجارة الإقليمية والتصنيع والخدمات اللوجستية، كما ستسمح لها بتخفيف الضغط على صناعة الخدمات المالية الدولية التي تضررت في أعقاب فضيحة «أوراق بنما». في المقابل ولقاء إنفاق متواضع نسبياً تستعد الصين لأن تصبح الشريك التجاري الأكثر أهمية في بلد يسيطر على ممر رئيسي للتجارة العالمية.

وأكد المقال أن علاقات بنما المتنامية مع الصين تمثل وضعاً مربحاً للجانبين، لافتاً إلى أنه في حال استمرت التوترات بين الولايات المتحدة والصين، فقد تصبح بنما مسرحاً رئيسياً في حربهما التجارية.

ولفت المقال إلى أن المرشحين الرئاسيين السبعة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، جميعهم ما عدا واحداً يمثل يمين الوسط ويدعم التجارة الحرة، يرون أن هناك حاجة إلى الأموال الصينية لإعادة تنشيط الاقتصاد البنمي المتعثر، حيث قال الرئيس البنمي لورينتينو نيتو كورتيزو، الذي فاز بالانتخابات التي جرت في الخامس من الشهر الجاري: «على الولايات المتحدة أن تولي مزيداً من الاهتمام بأمريكا الوسطى وإلا فإن دولاً أخرى ستفعل ذلك».

وأوضح المقال أن الصين في الآونة الأخيرة عمقت العلاقات التجارية مع الحكومات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 19 حكومة منها اشتركت رسمياً في مشروع «حزام واحد- طريق واحد»، في حين واجهت قليلاً من الضغوطات أو محاولات الاحتواء من جانب الولايات المتحدة، لكن بنما بالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة في البلاد والأهمية الفريدة لقناة بنما يمكن أن تكون المنطقة التي قد تصطدم فيه القوتان مستقبلاً.

وتابع المقال: كانت قناة بنما عملاً عظيماً في العصر الصناعي ولها أهمية رمزية للولايات المتحدة كأهمية سور الصين العظيم بالنسبة للصين، وذلك وفقاً للروائي والمؤرخ ريتشارد كوستر، فمن 1903 إلى 1979، كانت المنطقة المحيطة بالقناة منطقة غير مدمجة تابعة للولايات المتحدة، حيث يوجد فيها الآلاف من سكان الولايات المتحدة والعشرات من المنشآت العسكرية، وقد صُممت السفن الحربية الأمريكية لتناسب أبعاد القناة، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء أساطيل المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، تضاءلت الأهمية العسكرية للقناة وفي عام 1977، وقعت حكومتا الولايات المتحدة وبنما معاهدة لتسليم السيطرة الكاملة على الممر المائي إلى بنما بحلول عام 1999.

وأضاف المقال: وفي المقابل فقد كانت الصين لعقد من الزمان تتطلع إلى فرص لتطوير طرقها التجارية بين المحيطين في أمريكا اللاتينية وفي الواقع فإن مشاريع الصين بخصوص بنما واضحة وخلال ما يقرب من عامين منذ إقامة العلاقات بين البلدين وقعت الصين وبنما أكثر من 30 اتفاقية ثنائية.

You might also like