كل ما يجري من حولك

هلالُ رمضان وهلالُ النصر

274

 

أمل المطهر

استقبلت شعوبُ العالم الإسْـــلَامي شهر رمضانَ، كما هو المعتاد والمتعارَفُ عليه عندهم، فمنهم من يعتبرُه شهرَ نوم وخمول، ومنهم يراه شهرَ تخمة وملئٍ للبطون وتضييعِ ساعاته في اللهو واللامبالاة.

وهناك نوعٌ آخر وهو الأَكْثَـــر حمقاً، وهو من يعتبره شهرَ اعتكاف في المساجد وانطواء عن أية أحداث تمُسُّ الدين والهُوية الإيْمَـــانية.

والتقرُّبُ إلى الله بالسكوت عن قول عن الحق والتغاضي عن إنكار المنكر ودفع الظلم والبغي عن النفس رغم ما تعانيه كُــــلّ دول العالم الإسْـــلَامي من استهداف مباشر من قوى الاستكبار العالمي بمساعدة من يتفننون في لبس ثوب رعاة الدين وحماة العقيدة.

لكن الوضعَ يختلفُ هنا حينما نتحدث عن رمضانَ في أرض الحكمة والإيْمَـــان وأرض الطهر التي تشربت من دماء أبنائها العظماء.

ففي اليمن لرمضان نكهةٌ جهادية وروحانية فريدة.

ففي اليمن تعتبر هذه المحطة الإيْمَـــانية المقدسة محطة شحذ للهمم وليس لتخذيلها، محطة للتحَــرّك نحو النصر الموعود والتسابق نحو نيل الوسام الإلهي الأسمى وليست محطة للتراجع إلى الوراء.

فما أن يطل علينا هلالُ هذا الشهر المبارك إلا ويرافقه هلالُ الانتصارات في كُــــلّ الجبهات.

فلكُلِّ شهر في وطني مذاقُه الخاصُّ وقصته المميزة، وفي شهرِ رمضانَ الكريم ستجدون الجميعَ يحملون روحيةَ (أفي سلامة من ديني) منغرسةً في النفوس، كرارين غيرَ فرارين، ستجدون الكل يتحَــرّكون وهم يتزودون بزاد الهدى والتقى لترتقي أعمالُهم ويلمس أثرها الطيب في واقعهم.

سترون في الجبهات، يتقدم الرجال المؤمنون يحملون راية الحق في أيديهم، ويغرسونه في أعماقهم لتنبت ضرباتهم نصراً وعزةً للكل المستضعفين في الأرض.

ستجدون الجميعَ هنا نساءً ورجالاً ينتجون روحيةَ الإخلاص ومنهجية الصمود والثبات.

يزرعون حكايا الشهداء في كُــــلّ الأروقة والساحات ويرسمون حكايا الأبطال في قلوبهم فخراً وامتناناً.

في وطني لن تكون حكايةُ شهرِ رمضانَ كما هي في غيره.

ففي وطني ستجدون الكرار يرتقي في محرابه شهيداً، سترون حسنَ والحسينَ في ساحات الوغى كالأسد يستبسلون.

سترون في رمضان جبهاتِ الجهاد عامرةً بذكر الله، مشعةً بالتسبيح والصلوات، واثقةً بالخالق، تسير نحو نصره، ميقنة بوعده لأنصاره.

سترون القدسَ تسكُنُنا، نعيشها، نحييها في أعماقنا، ونخرجها سخطاً على المحتل الصهيوني ودعوة لنصرتها وانتزاعها منه بأيدينا.

هلالُ رمضان لا يأتينا إلا وترافقه مشاعرُ التَّـــوْق إلى العزة والإباء فلا تجدون أي أثر.

You might also like