كل ما يجري من حولك

النصـر على الكوليــرا مشروط بأمرين

النصـر على الكوليــرا مشروط بأمرين

452

متابعات:

شهد اليمن موجة كوليرا خلال شهري مارس وأبريل هي الثالثة بعد موجتي 2016 و2017، لتفشي الوباء الناتج عن عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الأكل أو الشرب، وسجلت 110 آلاف حالة اشتباه بالإصابة و200 حالة وفاة في الأشهر الثلاثة الماضية.

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وبجهود اشتركت فيها وزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف، والصحة العالمية، وأطباء بلا حدود، شهدنا تراجعاً ملحوظاً في عدد الإصابات.

ولمواجهة الكارثة، أقيمت مراكز علاج الحالات في عموم الجمهورية منها 13 مركزاً في العاصمة، 11 تقدم الخدمة حالياً و2 يتم تجهيزهما، بالإضافة إلى حملات التوعية والتحصين.

في زيارة قامت بها صحيفة “لا” إلى مركز استقبال حالات الإصابة بالكوليرا في مستشفى السبعين، كانت أعداد المرضى مطمئنة، وهم يتلقون العلاج بدون ازدحام أو هلع، كما كان يحصل قبل أسابيع، عندما كان المرضى يأخذون المغذيات والمحاليل فوق السيارات أو في حوش المستشفى بعد امتلاء المركز بحالات الإصابة.

المركز هادئ ولا يدخل سوى مرضى سابقين، أو زائرين لمرضى، وعندما يأتي المريض أو المشتبه بإصابته يتم أخذ جميع بياناته في الاستقبال ثم يمر على الممرض في الخيمة الأخرى ثم المختبر الخاص للتأكد من الإصابة والآخر الخاص بعينات فحص الدم للتأكد من عمل وظائف الكلى والدم، ثم يتم صرف العلاجات من الصيدلية. وتجرى الفحوصات وصرف الأدوية مجانا.

يقول الدكتور عبدالحكيم الكحلاني، استشاري الصحة العامة والوبائيات وناطق وزارة الصحة السابق، إنه تم تجاوز خطر الفترة السابقة التي شهدت تزايداً في الحالات بشكل كبير فوق قدرة المراكز، وهذا ما بدا فعلا في مركز السبعين الذي يتلقى فيه المرضى العلاج في الخيام دون أي مظاهر للازدحام أو الهلع.

وأضاف أن الوباء قد تراجع بنسبة 60 ٪ خلال الاسابيع الثلاثة الأخيرة ومعدل الحالات اليومية قد تناقص من 1000حالة إلى في أمانة العاصمة إلى ما يقارب 200 حالة وأن استمرار التقدم في احتواء الكوليرا مرهون بأكبر المشاكل، وهي وقاية الناس أنفسهم من الوباء سريع التفشي، وتوفير الأدوية والمحاليل التي تنفد مع زيادة الحالات، مشيراً إلى أن منظمة الصحة وعدت بتوفير كميات كبيرة من المحاليل والعلاجات، وينتظر أن تثمر حملات التحصين والتوعية.

المعركة ضد الكوليرا تسير لصالح اليمنيين، والحالات يتم متابعتها وتحديد منازلهم وتعطى أسرة المريض كرتوناً صغيراً من المنظفات والصوابين وقنينتين 20 لتر فارغتين لتعبئتهما بمياه الشرب وتعليمات صحية مهمة.

ينصح الأطباء بشراء محلول الإرواء وإبقائه في البيت، وعند ظهور أعراض الكوليرا على أي فرد يعطى المحلول مخلوطا بماء معدني، ليقي من تفاقم الحالة ويحافظ على الحياة حتى الوصول إلى المراكز.

You might also like