كل ما يجري من حولك

انعقادُ الدورة التنظيمية لحزب المؤتمر . . خطوةٌ نحو المستقبل

451

 

منصور البكالي

مما لا شك فيه أنَّ الرؤيةَ الوطنية بدأت تأتي أُكُلَها وتحقّق بعضَ مؤشراتها على مستوى قرار العفو العام ، والمصالحة الوطنية ، وإصلاح وتنشيط العمل السياسيّ لمختلف الأحزاب والمكوّنات السياسيّة؛ انطلاقاً من التعددية السياسيّة وحرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر .

وهذا ما عكسته الدورةُ المنعقدةُ لحزب المؤتمر الشعبي العام في العاصمة السياسيّة صنعاءَ ، وما صدر عنها من قرارات وتعيينات جديدة لإدَارَة الحزب ، رسالةٍ مفادُها: نحن أبناء شعب واحد ندرك حجمَ المؤامرة وخطورةَ المشروع الاستعماري ، والوطن يتسعُ لكل المكوّنات والأطراف اليمنية وأبناؤه باتوا مدركين لأهميّة توحيد الصفوف في مواجهتكم وإفشال مُخَطّـطاتكم ، ولن يكون ذلك ما لم نطلق العنان لقيم التصالح والتسامح مع أبناء شعبنا اليمني مهما كانت أخطاءُ بعضنا ، لنكفِّرَ عنها بالتوحد ولَمِّ الشتات وإعَادَة الاحتكام إلى لغة العقل والمنطق ، ورمي الماضي خلف ظهورنا وضرورة النظر نحو المستقبل .

ليس هذا فحسب ، بل إن الصور المعلقة ، تأكيدٌ على رمزية اختلاف الرؤى على المستوى السياسيّ مع أنصار الله ، واتّفاقهما في مواجهة العدوان واستمرار الصمود في مواجهته ، وأن من يقع في الخطأ مرة أَو يسقط في الفخ مرة يمكنُه النهوض وإن تطلب الأمرُ من حكومة الإنقاذ الأخذ بيده .

أيها الشعب اليمني العظيم إن الحضورَ المُلفتَ في الدورة المنعقدة لحزب المؤتمر ، وتوقيتها الحسّاس يثبتُ لكل الأطراف والمكوّنات السياسيّة أن اليمنَ يتسعُ للجميع مهما اختلفت الرؤى والتوجّــهات ، وأنه حان الوقتُ لإنقاذ ما يمكن إنقاذُه من كرامةِ شعبنا وحريته واستقلاله ولن يكون ذلك ما لم نؤمن بحرية الاختلاف ولُغة الحوار ، وأهميّة التعايش والتسامح ، والنظر صوب المستقبل لنكون جَـميعاً في خندق الدفاع عن الوطن ومظلومية الشعب الصامد أمام آلة الموت والدمار والحصار الثلاثي والانتهاكات الجسيمة في شماله وجنوبه من قبل الغزاة والمحتلّين وأياديهم المغرّر بها من أبناء شعبنا اليمني ، الذي خُدع ولا يزال العدوّ مستمرّ في خداعه إلى أن يحكم سيطرتَه الكاملة على كافة الأراضي اليمنية ليحوِّلَنا إلى عبيد لخدمته وتلبية نزعاته وأهوائه الشيطانية الشريرة ، وهيهاتَ له ذلك .

أيها الأحرار المؤتمريون: إن قيادتَكم السياسيّة ممثلةً بحكومة الإنقاذ ورئيس حزب المؤتمر يسعون جاهدين للوفاء بما تعهدوا به لكم على أن يظلوا أوفياءً لكم ولوطنكم وللدستور والقانون ، يمدون يدَ السلام لمَن يُحِبُّ السلامَ ، ويتحالفون مع مختلف القوى المناهضة لأيادي الغدر والخيانة التي تريدُ العبثَ بكم وبخيراتكم وثرواتكم ، وقيمكم ومبادئكم ، وقطعها مهما كان الثمن .

يا أنصارَ الله: إن رسائلَ المؤتمر في دورته المنعقدة لا تستهدفُ الداخلَ ببعض التفسيرات السطحية ، بل تهدف لضرب عُمق الخارج وتعزيز مناعة الداخل بضرورة تقبل الاختلافَ في وجهات النظر واحترام الرأي والرأي الآخر مع الإيْمَــان بضرورة التعايش والتوحد في مواجهة العدوان .

كما هي رسالةٌ للخارج بأن جماعةَ أنصار الله يثبتون للشعب اليمني وللخارج على حدٍّ سواء بأنهم أهلٌ لتنفيذ الرؤية الوطنية وعدوُّهم الأبدي هم اليهود وأمريكا وإسرائيل .

كما هي رسالةٌ إلى مختلف الأحزاب والمكوّنات السياسيّة المخدوعة وعلى رأسها حزب الإصلاح ، مفادُها يجبُ عليكم أن تأمنوا جانبَنا وتعودوا إلى صَفِّ الوطن وتمارسوا حياتَكم السياسيّة وتغتنموا فرصةَ العفو العام ، فمرحلةُ النصر قابَ قوسين أَو أدنى ، ونحن نقيمُ عليكم الحُجَّةَ ، وأن مَن يتقبل الاختلافَ والشراكةَ في نفس الوقت يستمد قوتَه ونصرَه من الله الذي خلق هذه السُّنن في الكون وأوجد شعباً عصياً على الانكسار أثبت للعالم مدى جدارته لتحقيق المعجزات والمتغيرات وبأنه أهلٌ للنصر والصفح مع المغرّر من أبنائه .

وهناك رسالةٌ إلى قيادات وقواعد حزب المؤتمر في الداخل والخارج مفادُها أن حزبَ المؤتمر الشعبي العام باقٍ وحاضرٌ ورقمٌ صعبٌ لا يمكنُ تجاهُلُه في المعادلة السياسيّة اليمنية ، وله قيادةٌ حكيمةٌ تُدرِكُ مسئولياتِها أمام مؤيديها وأمام الشعب في أهميّة الحضور الفاعِل إلى جانب المكوّنات الوطنية المناهِضة للعدوان والاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والمال ، وتنفيذ مشروع الشهيد الصمّــاد (يدٌ تحمي ويدٌ تبني) ، ومَن يلهَثْ خلف المال أَو خانته ذاكرتُه فالتحق بالعدوان فالعفوُ العام والمصالَحةُ الوطنية تفتحُ له البابَ ليعودَ إلى حُضنِ الوطنِ بين أهله ووطنِه معززاً مكرماً .

You might also like