كل ما يجري من حولك

انقلاب جديد والفشل یخیم مرة أخرى على حلفاء واشنطن في فنزويلا

559
انقلاب جديد والفشل یخیم مرة أخرى على حلفاء واشنطن في فنزويلا

زعم “خوان غوايدو” زعيم المعارضة الفنزويلية، يوم الثلاثاء الماضي خلال مقطع مصور بأنه يحظى بدعم من بعض القادة العسكريين في فنزويلا ودعا في ذلك المقطع الشعب الفنزويلي للخروج إلى الشوارع والإطاحة بحكومة “مادورو”. وعلى الرغم من أن هذا الزعيم المعارض أكد بأنه حصل على دعم كبير من قادة الجيش الفنزويلي للإطاحة بالرئيس الشرعي في البلاد، إلا أن العديد من التقارير الاخبارية، كشفت زيف هذا الادعاء ولفتت بأن “خوان” في هذه المرحلة الحرجة يتمتع بدعم عسكري محدود وقليل.

وحول هذا السياق، ذكرت وكالة “أسوشيتيد برس” الإخبارية بأن التظاهرة التي دعا لها زعيم المعارضة الفنزويلي يوم الثلاثاء الماضي، كانت تعتبر أسوأ تحد له منذ ظهوره الأول على الساحة السياسية ضد الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو”. يذكر أن “غوايدو” أكد في رسالته المصوّرة بأن المرحلة النهائية من خطته المتمثلة في إقالة الرئيس الفنزويلي الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” قد تم إطلاقها، وبعد إنتشار هذا المقطع المصور خرج القليل من مؤيدي “غوايدو” والكثير من المتمردين الفنزويليين إلى الشوارع وحدثت الكثير من أعمال العنف بين المتظاهرين وقوات الشرطة الفنزويلية.

انقلاب صغير

تشهد الأحداث في فنزويلا تطوراً لافتاً بعد دعوة زعيم المعارضة الفنزويلية، “خوان غوايدو”، يوم الثلاثاء الماضي، إلى انتفاضة عسكرية في البلاد ضد نظام الرئيس “نيكولاس مادورو”، في حين اعتبرت حكومة الأخير أنها تواجه حالياً “انقلاباً عسكرياً”، وذلك في خضم أزمة سياسية تعصف بالبلاد منذ أشهر ورداً على هذه المحاولة، أعلن وزير المخابرات الفنزويلي، أن مجموعة صغيرة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة تحاول تنفيذ انقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو، مؤكداً بأن الجهود متواصلة لإحباط هذه المحاولة.

من جهته أكد الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” بأنه تحدث مع عدد من القادة العسكريين، وكتب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن أعصابه من حديد ولن تنزعج من هذه الأحداث، وأن الكثير من القادة العسكريين وأعضاء “الثورة الاشتراكية” أعلنوا عن تجديد تضامنهم معه.

وقال “خورخة أرياسا” وزير خارجية الحكومة المركزية الفنزويلية في مقابلة له مع وكالة “أسوشيتيد برس” الاخبارية، إن “اليمينيين المتطرفين سوف يفشلون مرة أخرى في محاولتهم للسيطرة على الجيش”، ولفت إلى أن “غوايدو” وأنصاره شجعوا الشارع الفنزويلي على القيام باحداث عنف وأكد على أن “الانقلاب على الحكومة الشرعية تم التخطيط له في أمريكا “.

التدخلات الامريكية

أولى ردود الأفعال الدولية على التطورات في فنزويلا جاءت من واشنطن، حيث دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي “جون بولتون”، وزير الدفاع الفنزويلي “فلاديمير بادرينو”، إلى خلع الرئيس “نيكولاس مادورو”. وقال “بولتون” في تغريده عبر حسابه على تويتر موجها حديثه إلى وزير الدفاع الفنزويلي: “إنها فرصتك الأخيرة، عليك أن تقبل عفو الرئيس المؤقت خوان غوايدو، وحماية الدستور. قم بإقصاء مادورو وسنرفعك من قائمة العقوبات”. وتابع: “ابق مع مادورو وستغرق بك السفينة”.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”: إن “إدارة الرئيس دونالد ترامب تدعم دعوة زعيم المعارضة الفنزويلي، خوان غوايدو، لإطلاق انتفاضة عسكرية ضد الرئيس نيكولاس مادورو“. وأضاف بومبيو، في تغريده على حسابه عبر تويتر، أن “الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل دعوة غوايدو إلى الحرية”، في إشارة إلى محاولة الانقلاب. وتابع قائلاً: إن “الولايات المتحدة تقف مع الشعب الفنزويلي في سعيه نحو الحرية والديمقراطية“.

بدوره أعلن “مايك بنس”، نائب رئيس الولايات المتحدة، دعم بلاده لمحاولة الانقلاب في فنزويلا. وقال “بنس” للفنزويليين: “نحن معكم حتى استعادة الحرية والديمقراطية”، مضيفاً: “إلى المجلس الوطني وجميع محبي الحرية من الشعب الفنزويلي الذين يخرجون إلى الشوارع اليوم ضمن عملية الحرية: نحن معكم“.

ردود فعل عالمية: بوتين يدعوا إلى عقد اجتماع فوري لمجلس الأمن

عقب اندلاع المواجهات العسكرية بين المتظاهرين الفنزويليين الموالين لزعيم المعارضة “غوايدو” وقوات الشرطة التابعة للحكومة الشرعية في فنزويلا، دعا “أنطونيو غوثري”، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى وقف الأعمال القتالية وضبط النفس من قبل الجانبين.

من جهتها اتهمت وزارة الخارجية الروسية المعارضة الفنزويلية بإذكاء الصراع في البلاد. وذكرت وكالة “سبوتنيك الروسية” للأنباء أن المعارضة في فنزويلا تعمل على إثارة الفوضى العامة ومحاولة دفع القوات المسلحة الفنزويلية إلى المصادمات.وفي وقت سابق من الثلاثاء، عقد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، جلسة طارئة لمجلس الأمن الروسي لبحث آخر التطورات في فنزويلا .

من جانبه، أدان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، محاولة الانقلاب، داعيا العالم أجمع إلى احترام الخيار الديمقراطي للشعب في فنزويلا. وقال في سلسة تغريدات له على “تويتر”: “يجب أن يعلم أولئك الذين يحاولون تعيين حاكم استعماري ما بعد الحداثة في فنزويلا التي جاء رئيسها إلى السلطة عبر انتخابات أن كيفية إدارة بلد ما تتحدد من خلال انتخابات ديمقراطية فقط”. وأكد أن صناديق الاقتراع هي الأساس في الديمقراطيات، مضيفا: “يتعين على العالم أجمع احترام الخيار الديمقراطي للشعب في فنزويلا”.

المواجهة بين الشرق والغرب في الميدان الفنزويلي

لقد قدمت الحكومة الامريكية الكثير من الدعم لزعيم المعارضة الفنزويلي خلال السنوات القليلة الماضية وذلك من أجل الاطاحة بالحكومة الشرعة في ذلك البلد وقام البيت الابيض أيضا باتخاذ إجراءات عقابية على الشعب الفنزويلي ، مثل زيادة العقوبات على الاقتصاد الفنزويلي، وقطع الكهرباء، ودعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مختلف المدن الفنزويلية، واستقطاب الدعم الغربي لـ”غوايدو” ولكن البيت الابيض في نهاية المطاف لم يتمكن من تحقيق هدفه والاطاحة بالحكومة الشرعية في فنزويلا. وعلى النقيض هناك دول أخرى، مثل روسيا وكوبا وبوليفيا والصين وإيران وتركيا، تدعم الحكومة الشرعية الفنزويلية وتدعوا إلى إنهاء ذلك الانقلاب.

You might also like