كل ما يجري من حولك

الشهيد الصمّاد في سنويته الأولى

427

 

فضل إسماعيل أبو طالب

كلُّنا تحدث عن الشهيدِ الرئيسِ صالح الصمّاد، تحدثنا عن ثقافته القُــرْآنية، عن أخلاقِه الكريمة، عن علمه وحلمه، عن حكمته وقيادته وشجاعته، إلا أن خيرَ مَن تحدث عن الشهيد الصمّاد هو خيرُ مَن عرفه وهو السيدُ القائدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي.

وفي الذكرى السنوية الأولى للشهيد الصمّاد نوَدُّ أن نسلِّطَ الضوءَ على عددٍ من جوانبِ شخصيةِ الشهيدِ الصمّاد كما يلي:

أولاً: كان الشهيدُ الصمّادُ شاهداً حقيقاً على عظمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، هذا القائدُ الرباني العظيم الذي صنع أُمَّــةً حرةً أبيةً مستقلّةً تأبى الخضوعَ والاستسلامَ، وتواجه أعتى طغيان على وجه هذه الأرض، وبنى شخصياتٍ إيْمَــانيةً جهاديةً عظيمةً على كُــلّ المستويات، من أمثال الشهيد الصمّاد، فالسيدُ القائدُ حفظه الله هو من ربَّى الصمّاد وزكّاه وعلّمه الكتاب وأسقاه الحكمةَ من معينها في القول والعمل ونقله من مواطِنٍ بسيط في منطقة بني معاذ بضواحي صعدة إلى رجل عظيمٍ بحجم أُمَّــة وقائد أسطوري مُلْهِمٍ ليس لليمنيين فحسب بل لكل الشعوب الحرة في العالم.

ثانياً: الشهيدُ الصمَّادُ قدَّمَ نموذجاً راقياً وواقعيًا للثقافة القُــرْآنية التي ينتمي إليها وللمدرسة المحمدية الأصيلة التي لا ترى في السلطةِ مغنماً ولا ترى فيها سوى وسيلةٍ لإحقاق الحق وإزهاقِ الباطل ونُصرةِ الدين وخدمةِ الناس.

ثالثاً: الشهيدُ الصمَّادُ كان صادقًا في توليه لله ولرسوله ولأعلام الهُدَى، فكان على درجة عالية من التسليم للقيادة الربانية وتوجيهاتها الحكيمة طوالَ مسيرتِه الإيْمَــانية والجهادية حتى لقي اللهَ شهيداً وهو على مستوىً عالٍ من كمال الوعي والإيْمَــان، وهذا التولي يُعتبَرُ أحدَ أهمِّ العوامل الأساسية في تشكُّلِ شخصيةِ وعظمةِ الشهيدِ الصمّاد.

رابعا: الشهيدُ الصمَّادُ كان متعلقاً بالقُــرْآن الكريم، كثيرَ التلاوة له، كثيرَ القراءة للدروس والملازم والمحاضرات التي قدّمها الشهيدُ القائدُ حسين بدرالدين الحوثي رضوانُ الله عليه والسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه، فالشهيدُ الصمَّادُ هو الحافِظُ لكِتابِ الله والمستوعِبُ له، وهو الملازِمُ للذكر والدعاء، والمتشرِّبُ للثقافة القُــرْآنية، وهو دائمُ المذاكَرَة للملازَم والمحاضرات وهي لا تفارِقُه في جميعِ حالاته حتى في أصعب الأوقات وأخطرِ المراحلِ شدةً وسخونةً، وهذه كانت بمثابة المنطلقات الأساسية للشهيد الصمّاد للتحَــرُّك في مسيرته الجهادية.

خامساً: الشهيدُ الصمَّادُ رجلُ الدولة العادلُ والنزيهُ القريبُ من الناس الذي يعيشُ همومَهم وآمالَهم وآلامَهم والرافضُ للظلم والناصِرُ للمستضعفين والمحرومين.

سادساً: الشهيدُ الصمَّادُ صاحبُ رؤيةٍ حكيمةٍ وصاحبُ نظرةٍ ثاقبة وبعيدة وواسعة وشاملة وما مشروعُ بناءِ الدولة الذي أطلقه في الذكرى الثالثة للعدوان تحت شعار (يدٌ تحمي ويدٌ تبني) إلا دليلٌ على ذلك.

سابعاً: الشهيدُ الصمَّادُ هو المجاهِدُ الذي ارتقى بإيْمَــانه ووعيه وصبره وجهاده حتى وصل إلى مستوىً عالٍ في مراتب الكمال الإيْمَــاني والإنْسَاني.

ثامناً: الشهيدُ الصمَّادُ هو رجلُ الإحسان والعطاء والتضحية، قدَّمَ مالَه ونفسَه في سبيل الله ودِفاعاً عن هذا الشعب وهو في أعلى قمَّةٍ لهرم السلطة.

You might also like