كل ما يجري من حولك

بالتوازي مع المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.. الأسد يستعد لحسم إدلب وشرق الفرات

بالتوازي مع المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.. الأسد يستعد لحسم إدلب وشرق الفرات

523

متابعات:

تستعد دمشق لاستعادة السيطرة وتحرير محافظة إدلب وريف حلب الغربي ومن ثم التوجه نحو شرق الفرات لاستعادة السيطرة عليها، يأتي ذلك بالتوازي مع تصاعد المواجهة المفتوحة مع إسرائيل التي زادت حدتها في السنوات الأخيرة.

قبل البدء بشرح سياق التطورات، يجب التذكير أنه كان في ريف دمشق في مدن الغوطة الشرقية وريف دمشق الغربي عشرات الآلاف من المسلحين المدججين والمحصنين بأنفاق ومناطق تحت الأرض، ومثلهم في الجنوب السوري ومناطق الوسط في الرستن وتلبيسة حيث لم يتخيل أحد من هؤلاء المسلحين أو قادتهم أن الجيش السوري سيستعيد هذه المناطق، وبعد سنوات… دخل الجيش السوري، وهذا بالظبط ما سيحصل في إدلب وشرق الفرات.

بدأت القيادة السورية في العام الماضي وبعد تحرير الجنوب ومناطق ريف دمشق وحمص وريفها بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محاور إدلب وريف حماة الشمالي وحلب الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي بهدف استعادة إدلب وتحرير ما تبقى من أراضي في الشمال السوري.

وفي الوقت نفسه أعلنت دمشق أن وجهة الجيش السوري بعد تحرير إدلب سوف تكون شرق الفرات، حيث تسيطر فصائل كردية بقيادة ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وجاءت هذه التصريحات الرسمية من أعلى المستويات بالرغم من وجود قوات أمريكية غير شرعية تتمركز في مناطق سيطرة تنظيم “قسد” في شرق الفرات السوري.

واشنطن التي تعلم أن قرار الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة إدلب وشرق الفرات هو قرار نهائي وسوف ينفذه، قررت سحب قواتها من سوريا، وأعلن ترامب ذلك في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2018، ثم لتعود بعد ذلك بعض الدوائر الأمريكية لتقول أن أمريكا ستبقي حوالي 200 جندي.

الجيش السوري الذي انتشر على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب وأرياف حماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي ومناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة يستعد الآن لعملية التحرير التي سيحدد موعدها وفقا لظروف والمعطيات المناسبة من أجل استئصال تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وتحرير كامل إدلب ومن ثم ريف حلب، وبدأت الآن عمليات القصف اليومي لمواقع النصرة وحلفاءها التي تقوم بخرق اتفاق المنطقة “المنزوعة السلاح” التي تم الاتفاق عليه بين تركيا وروسيا في مدينة سوتشي في شهر سبتمبر/أيلول عام 2018.

عملية دخول إدلب ستكون معقدة نظرا لوجود نقاط مراقبة تركية، ولكن حسب الاتفاقات والتصريحات الرسمية الروسية والتركية والسورية فإنه من المؤكد عودة إدلب وغرب حلب إلى سيطرة الجيش السوري والأمر مسألة وقت، فحسابات دمشق عادة وكما لاحظنا في عملية تحرير الغوطة أنها قد تنتظر لوقت طويل ولكنها لا تهمل هدف التحرير، ولن تفيد الأعداد الكبيرة لمقاتلي “النصرة” في إدلب وغرب حلب لأن قوة الجيش السوري النارية والعددية لن تستطيع أي قوة الوقوف في وجهه وحاصة أنه هو صاحب الأرض والحق.

بعد إدلب، سوف يحسم الأسد ملف شرق الفرات، وكان الأسد قد وضع الفصائل الكردية أمام خيارين، إما العودة لحضن الوطن من خلال المصالحة مع الدولة السورية، أو المواجهة مع الجيش السوري حتى ولو دعمت الولايات المتحدة عسكريا هذه الفصائل، الوقت المتبقي أمام “قسد” هو فترة تحرير إدلب، ومن بعد ذلك، فلن يكون هناك شيء إسمه “قسد” ولا “مسد” (أي مجلس سوريا الديمقراطية)، ولذلك ينصح الكثير من الخبراء قوات سوريا الديمقراطية بالعودة إلى دمشق والمصالحة مع الحكومة السورية.

ملفي تحرير إدلب وشرق الفرات، يوازيه تصعيد ومواجهة مفتوجة بين سوريا وإسرائيل، حيث تواصل إسرائيل غاراتها ويواصل سلاح الدفاع الجوي السوري التصدي للصواريخ الإسرائيلية، وقد أسقطت الدفاعات السورية مقاتلة إسرائيلية العام الماضي، كما شهد شهر مايو/أيار العام الماضي قصف صاروخي من جهة الجنوب السوري على المواقع الإسرائيلية.

من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن كل الخيارات مفتوحة أمام دمشق لاستعادة الجولان السوري، بما فيها الخيار العسكري، مضيفا أن الأولوية الآن لتحرير إدلب من التنظيمات التي أكد أنها تتحالف مع إسرائيل وبالتالي فإن الحرب على هذه التنظيمات هي مواجهة أيضا مع إسرائيل التي زادت من التصعيد بعدما وجدت أن عشرات الآلاف من المسلحين المتمردين فشلوا في كسر الجيش السوري.

إذا… استعادة إدلب وغرب حلب.. ثم شرق الفرات… والاستعداد العسكري لأي تطورات أو تصعيد مع إسرائيل مع الأخذ بعين الاعتبار تحالفات سوريا الإستراتيجية مع كل من روسيا وإيران وحزب الله، ملفات سوف تشهدها سوريا ويستعد الأسد لحسمها مدعوما بتأييد شعبي واسع وخاصة بعد الخطوات المحلية التي بدأها على نطاق واسع للانطلاق نحو إعادة الإعمار وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والتصديري والنهوض بالقطاع العام الصناعي.

(أحمد خضور – سبوتنيك)

You might also like