كل ما يجري من حولك

عاصفة الحزم.. من تدخل للإنقاذ إلى مشروع للسيطرة

عاصفة الحزم.. من تدخل للإنقاذ إلى مشروع للسيطرة

603

متابعات:

في منتصف ليلة الـ26 من مارس/آذار 2015، وجد اليمنيون أنفسهم فجأة أمام شاشات التلفزة لمتابعة أخبار ساعة الصفر لإعلان تدخل عشر دول عربية عسكرياً في اليمن، بناء على طلب من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي لإيقاف تمدد الحوثيين في البلاد.

وللوهلة الأولى، شعر البعض أن هذا التدخل سينقذهم من تبعات سيطرة الحوثيين على صنعاء ويوقف زحفها جنوبا، واستمر ذلك الانطباع لفترة، ولكن الغالب منهم باتوا يشعرون اليوم أن تلك الأهداف المعلنة تغيرت، بعد أن أصبحت السعودية والإمارات تتسابقان للسيطرة على البلاد. 

وخلال العام الرابع من الحرب، أعلنت بعض الدول وقف مشاركتها في تحالف التدخل العسكري، الأمر الذي جعل اليمنيين قلقين من إتاحة الفرصة للسعودية والإمارات في الاستمرار بإعادة تمزيق بلادهم وتنازع المليشيات على النفوذ وتوحيد اليمن، بحروب دامية.

ممارسات عبثية

من جهته، استغرب مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان السابق في محافظة المهرة علي عفرار من الدواعي التي جعلت السعودية والإمارات تجلبان قواتهما العسكرية وتحاولان السيطرة على المدينة.

وقال عفرار -للجزيرة نت- إن مبررات تدخل التحالف باليمن هو إعادة الشرعية ودحر الانقلاب، ولكن في محافظتي المهرة وسقطرى لم يكن هناك أثر للحوثيين ومع ذلك سيطرت الإمارات والسعودية على هاتين المحافظتين بحجج واهية.

وبدأت الرياض وأبو ظبي بخلق بؤر في تلك المدن لزعزعة الأمن الإقليمي وعملتا على استجلاب جماعات متطرفة، كما عززتا وجودهما بالسيطرة على مناطق وممرات الحركة الاقتصادية والعسكرية، حسب عفرار. 

ويشدد على أن التحالف لم يكتفِ بذلك العبث، بل بعث شبكات تجسسية وعناصر استخباراتية وجماعات مشبوهة لتأجيج الصراع في المهرة المحاذية لسلطنة عمان.

وأضاف عفرار أن التحالف قام أيضا بشراء ولاءات للقيادات المجتمعية وإغرائها بمنحها الجنسية، والأخطر أنه عمل على تقويض بقايا أركان الدولة الشرعية وإحلال المليشيا التابعة للإمارات والسعودية مكانها.

وعن أسباب ممارسة السعودية والإمارات كل هذه السلوكيات، قال عفرار إن هناك تعاملا وتنسيقا إماراتيا سعوديا يهدف إلى السيطرة على الممرات المائية باليمن ومحاصرة بعض الدول المجاورة لمخطط مستقبلي، حيث تعمل القوات السعودية الموجودة بالمهرة على استنساخ تجربة الإمارات في عدن.

تمزيق اليمن

وبحثا عن موقف للحكومة اليمنية الشرعية إزاء كل هذه الأحاديث والمخاوف التي أصبحت تلازم اليمنيين اليوم، تواصلت الجزيرة نت مع مسؤول حكومي رفيع أفاد -في تعليق مختصر- بأن العلاقة مع التحالف فعليا أصبحت مشبوهة وبحاجة إلى تصحيح وتقييم عاجل. 

وحسب حديث المسؤول الحكومي للجزيرة نت -طلب عدم الإفصاح عن اسمه- فإن الإمارات تعمل اليوم على تقسيم اليمن والعبث بمقدراته السيادية وتمنع الحكومة من مزاولة مهامها على الأرض بمباركة السعودية أيضا، وحتى عودة رئيس الدولة نفسه. 

ولم يتردد المسؤول الحكومي عن التلويح بخيار الحكومة في الاستغناء عن خدمات الإمارات تحديدا خلال الفترات المقبلة إذا أصرت على احتلال المدن المحررة ودعم الكيانات المتطرفة والمليشيات المسلحة التي تعيق عمل الحكومة. 

You might also like