كل ما يجري من حولك

بعد أربع سنوات حرب: السعودية عاجزة عن إيقاف هجمات الحوثيين على الحدود

بعد أربع سنوات حرب: السعودية عاجزة عن إيقاف هجمات الحوثيين على الحدود

668

متابعات:

نشر موقع “العربي الجديد” مقالا يشير عنوانه الى عجز السعودية بعد أربع سنوات حرب عن إيقاف هجمات الحوثيين على الحدود.

وجاء في المقال ان السعودية وبعد ما يقرب من أربع سنوات حرب دمرت وألحقت أضراراً جسيمة في مختلف مظاهر الحياة في اليمن، غير انه لا يكاد يخلو يوم واحد من خبر تبثه وسائل الإعلام السعودية عن مواكب تشييع الجنود الذين يسقطون بنيران الحوثيين الأمر الذي لا يُعد سوى أحد شواهد الفشل السعودي بتحقيق انتصار في اليمن ينهي، على الأقل، قدرة الحوثيين على اقترابهم من مناطق سعودية حدودية. وعوضاً عن ذلك يبرز حضورها شرقاً في محافظة المهرة، حيث لا وجود للحوثيين، بقدر أنه تطبيق لأجندة أطماعها غير المعلنة.

وجاء في المقال انه شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً في وتيرة الهجمات التي ينفذها الحوثيين باتجاه السعودية. وشملت الزحف باتجاه مواقع حدودية متفرقة، حيث أعلنت الحركة سيطرتها على العديد من المرتفعات في جحفان في منطقة جيزان، ومواقع أخرى في بلدة رشاحة الشرقية والغربية في منطقة نجران، بالإضافة إلى تكثيف القصف المدفعي والصاروخي وأعمال القنص التي استهدفت جنوداً سعوديين في نقاط حدودية مختلفة في جيزان ونجران، المرتبطتين بشريط حدودي مع محافظة صعدة معقل الحركة.

وفيما يواصل التحالف قصفه الجوي اليومي في المناطق الحدودية، ومحافظة صعدة خصوصاً، تدور المواجهات، وفقاً لمصادر ميدانية، على الحدود بين الحوثيين من جهة وبين القوات السعودية (من تشكيلات الجيش وحرس الحدود المختلفة)، إلى جانب المرتزقة الموالين للهارب عبد ربه منصور هادي، التي تقدمت من الجانب السعودي من أكثر من جبهة حدودية باتجاه صعدة، وشاركت إلى جانبها في الشهور الأخيرة بمعارك حدود صعدة قوات سودانية كجزء من التحالف الذي تقوده السعودي بالحرب على اليمن. علماً أن المعارك تدور في مناطق جبلية وعرة بالغالب، ما عزز من تحولها إلى معركة استنزاف.

وإذا كانت الحدود مع السعودية على رأس دوافع التدخل العسكري السعودي المباشر بالحرب منذ أربع سنوات، تحت زعم دعم حكومة هادي، فقد تحولت الحدود الجنوبية السعودية إلى أحد أبرز مظاهر الفشل العسكري السعودي. وبينما تروج وسائل الإعلام التابعة للرياض عن انتصارات تحققها القوات المدعومة من التحالف السعودي، باتجاه صعدة، لا يكاد يمر يوم دون أن تقر الرياض بمقتل جندي من الجيش السعودي خلال المواجهات في الحد الجنوبي. وفي الوقت الذي لا تتحدث فيه وزارة الدفاع السعودية عن أعدادهم، تتناول وسائل الإعلام أخبار الجنائز التي تقام في مدن مختلفة من البلاد، بما يعزز ما يعلنه الحوثيين عن هجمات ومواجهات في قرى وبلدات سعودية، لكنهم في المقابل لا يعترفون أيضاً بسيطرة قوات هادي على مواقع حدودية من الجانب اليمني.

وفيما تتواصل مواجهات صعدة بين الحوثيين وقوات التحالف السعودي بوتيرة يومية، فإن ذلك لم يمنع الحوثيين من استمرار تهديد مناطق حدودية تابعة للسعودية. وتقول مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن بعض المعارك تتخذ طابع الكر والفر، لكن الأهم بالنسبة للحوثيين أنهم لا يزالون قادرين على إلحاق خسائر يومية بالسعوديين والموالين لهم، رغم الحرب التي يتعرضون لها منذ سنوات.

وبينما تواجه السعودية أزمة مع المجتمع الدولي منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكنتيجة للحرب الفاشلة في اليمن وما خلفته من آثار كارثية، يرى يمنيون أن أحد أسباب الفشل السعودي هو انصراف التحالف السعودي الإماراتي إلى البحث عن موطئ قدم في المناطق اليمنية الاستراتيجية جنوباً وشرقاً على حساب المعركة مع الحوثيين، الذين لا يزالون يسيطرون على أغلب محافظات شمال ووسط وجنوب غرب البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء.

وتعد محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن على الحدود مع سلطنة عُمان شاهداً على انصراف السعودية إلى تعميق نفوذها في محافظات بعيدة عن مركز الصراع مع الحوثيين. وتسعى الرياض إلى مد أنبوب لتصدير النفط عبر محافظة المهرة إلى بحر العرب، وتكثيف تواجدها العسكري قرب الشريط الحدودي اليمني مع سلطنة عُمان. إلا أن تحركاتها، مثل أبو ظبي، لم تعد بعيدة عن أعين اليمنيين الذين تنتشر غالبيتهم في المحافظات التي تكتوي بنار الحرب.

ولا تزال السعودية عاجزة عن إنهاء التهديدات التي تطاول حدودها على الأقل، ممن تعتبرهم ذراعاً لخصمها الإقليمي إيران، ولا يزالون يمثلون قوة تتحكم بأجزاء غير قليلة من الشمال اليمني بعد أربع سنوات من الحرب، كما أنهم يطورون أنفسهم عسكرياً، على غرار الإعلان عن طرز جديدة من الصواريخ أو الطائرات المسيرة من دون طيار.

You might also like