كل ما يجري من حولك

نيويورك تايمز: السعودية تحتاج قيادة تحترم الحقوق ولا تعادي الجيران

نيويورك تايمز: السعودية تحتاج قيادة تحترم الحقوق ولا تعادي الجيران

797

متابعات:

دعا الكاتب الأمريكي نيكولاس كريستوف، الولايات المتحدة للضغط على قادة السعودية لاحترام حقوق الإنسان وإطلاق سراح الناشطات المعتقلات، واصفاً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه «مخادع وليس مصلحاً»، مؤكداً على أهمية أن يكون للمملكة قائد «محترم وعصري، وليس قائداً يعادي الجيران، ويختطف رئيس وزراء لبنان، ويغزو اليمن، ويقتل الصحافيين، ويعذّب الناشطات».

وفي عنوان المقال، أشار الكاتب إلى الناشطة المعتقلة لجين الهذلول بالقول: «لقد أرادت قيادة السيارة، فقام حاكم المملكة العربية السعودية بسجنها وتعذيبها».

يستهل كريستوف مقاله بالقول: «تذكروا هذا الاسم: لجين الهذلول، إنها تبلغ من العمر 29 عاماً، إنها مناصرة شجاعة للمساواة بين الجنسين، لذلك فهي الآن داخل السجن في السعودية، وبحسب التقارير قام حلفاؤنا السعوديون بتعذيبها، بل وعذّبوها حتى باستخدام أسلوب الإيهام بالغرق».

ويشير الكاتب إلى قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كاتب العمود في صحيفة «واشنطن بوست» والذي كان يقيم في فرجينيا، ويقول: «إن جمال كان صديقي، وأرى أن ما يثير الغضب هو أن الرئيس دونالد ترامب وغيره من المسؤولين، لن يحمّلوا السعودية مسؤولية قتل وتقطيع أوصاله».

ويضيف الكاتب: «مع ذلك، لا يمكننا إعادة خاشقجي إلى الحياة، لذا دعونا نولي اهتماماً متساوياً إلى أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة مثل الهذلول، وتسعة ناشطات حقوقيات محتجزات أيضاً، بمن فيهم بعض الذين يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب».

وتابع كريستوف بالقول: «إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو وجاريد كوشنر وضعوا رهاناً كبيراً على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكنهم تعرضوا للخداع، إن ابن سلمان ليس مصلحاً كبيراً، فلا هو يقول الحقيقة حول مقتل خاشقجي، ولا هو أطلق سراح الهذلول التي شاركت مع آخرين في حملة سلمية استمرت لسنوات للسماح للمرأة بالحق في قيادة السيارات».

ويشير الكاتب إلى أن الهذلول، رغم تعرضها للتهديد بالاغتصاب والقتل وإلقاء جثتها في شبكة الصرف الصحي، لم تلتزم الصمت وأبلغت والديها عن التعذيب، كما عانت السجينات الأخريات من معاملة مماثلة -ووفقاً لمنظمتي هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية وعائلاتهن- حيث تعرضن للصعق بالكهرباء، والجلد، والتقبيل القسري والمعانقة، وتهديد بالاغتصاب وأكثر من ذلك، وتم ربط بعضهن إلى سرير معدني وتعرضن للجلد.

ويقول الكاتب: «لقد أخبرتني سارة ليا ويتسن من هيومن رايتس ووتش، أن إساءة معاملة لجين تجسّد أساليب القيادة السعودية الوحشية والخارجة عن القانون، والمصممة على الانتقام السادي الشديد من أي مواطن يتجرأ على التفكير بحرية، إن الشعب السعودي مدين بالكثير للجين».

ويضيف الكاتب، أن متحدثاً باسم الحكومة السعودية لم يرد على أسئلته حول سبب سجن وتعذيب الهذلول، لافتاً إلى أن صحيفة مؤيدة للحكومة السعودية وصفت الهذلول بأنها خائنة، وربما تستحق حتى عقوبة الإعدام.

وأشار الكاتب إلى أن المملكة صعّدت في السنوات الأخيرة وتيرة عمليات الإعدام، مع حوالي 150 حالة في العام الماضي، وعلى ما يبدو لأول مرة، سعى المدعون العامون إلى تطبيق عقوبة الإعدام على امرأة مدافعة عن حقوق الإنسان، هي إسراء الغمغام.

وذهب الكاتب إلى القول إن ترامب على حق بأن السعودية حليف مهم، ولهذا السبب من المهم أن يكون للمملكة قائد محترم وعصري، وليس قائداً يعادي الجيران، ويختطف رئيس وزراء لبنان، ويغزو اليمن، ويقتل صحافياً، ويعذّب الناشطات.

وأضاف أن «السياسة السعودية غامضة، لكن هناك شائعات بأن ولي العهد لن يرقى بالضرورة إلى منصب الملك بوفاة والده، مع ذلك، فإن ترمب وبومبيو وكوشنر يتصرفون كحماة وداعمين لابن سلمان، وبالتالي يمكن للعالم أن يظل عالقاً مع ابن سلمان كحاكم ظالم وقمعي ومزعزع للاستقرار لنصف القرن المقبل».

وأوضح الكاتب أن أمريكا لا تملك كثيراً من النفوذ لتحسين حقوق الإنسان في دول مثل الصين وفنزويلا وإيران، لكن لديها نفوذ هائل على المملكة العربية السعودية، لأنها تعتمد على أمريكا لحمايتها والحفاظ عل أمنها، ومع ذلك يرفض ترامب وبومبيو وكوشنر استخدام هذا النفوذ.

وقال كريستوف: «إنني لا أجد ما يشير إلى أن أي مسؤول في إدارة ترامب قد ذكر اسم الهذلول بشكل علني، أو دعا إلى إطلاق سراحها، لذا، آمل أن يطرح الكونجرس أسئلة صعبة حول سبب التزامنا الصمت تجاه حليف وثيق لنا يستخدم أسلوب الإيهام بالغرق لتعذيب امرأة تطالب بالحصول على حقوق متساوية».

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن «السعودية لن ترقى إلى مستوى أعلى طالما تعامل المرأة كمواطن من الدرجة الثانية، إن العدالة ليست وحدها في خطر، بل أيضاً الاستقرار والتنمية الاقتصادية والسلام في المنطقة، وهكذا أحثّ لجنة جائزة نوبل للسلام على النظر في اختيار الهذلول هذا العام».

You might also like