علاقات مشبوهة بين «العفو الدولية» والاستخبارات البريطانية والأمريكية
علاقات مشبوهة بين «العفو الدولية» والاستخبارات البريطانية والأمريكية
متابعات:
تحدّث مقال نشره موقع «رون بول إنستيتيوت» الأمريكي عن العلاقات المشبوهة والتي ربطت منظمة العفو الدولية بالاستخبارات البريطانية والأمريكية في ستينيات القرن الماضي، بهدف الكشف عن الجانب الخفي لبعض المنظمات التي تعمل تحت غطاء «حقوق الإنسان».
وجاء في المقال: تصدر منظمة العفو الدولية، وهي منظمة غير حكومية مدافعة عن حقوق الإنسان، تقارير تنتقد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والحرب التي يقودها النظام السعودي على اليمن، لكنها تنشر أيضاً بشكل منتظم لوائح اتهامات موجهة ضد الدول المعارضة لسياسات واشنطن، بما فيها إيران والصين وفنزويلا ونيكاراغوا وكوريا الديمقراطية وغيرها، معززة بذلك الدعوات المطالبة بتدخل «إنساني» في تلك الدول.
وأوضح المقال أن الصورة البرّاقة للمنظمة كمدافع عالمي عن حقوق الإنسان تتعارض مع بداياتها الأولى، عندما كانت وزارة الخارجية البريطانية تفرض رقابة على التقارير التي تنتقد «الإمبراطورية» البريطانية، حيث كان لدى بيتر بننسون مؤسس مشارك للمنظمة، علاقات عميقة مع وزارة الخارجية ومكتب المستعمرات البريطانيين، بينما كان للويس كونتر، وهو مؤسس مشارك آخر، صلات مشبوهة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف بي آي»، وكان أطلعه على وجود مخبأ للأسلحة في منزل فريد هامبتون، ناشط أفرو – أمريكي وزعيم حزب «الفهد الأسود» المناهض للعنصرية، ما قاد إلى اغتيال هامبتون في منزله في ستينيات القرن الماضي.
وأكد المقال أن هذه الروابط المثيرة للقلق تتناقض مع صورة منظمة العفو الدولية باعتبارها مدافعاً «كريماً» عن حقوق الإنسان، وتكشف عن اهتمام كبار مسؤولي المنظمة، خلال سنواتها الأولى، بصورة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في العالم أكثر من اهتمامهم بحقوق الإنسان وكرامته، كما يفترض! مضيفاً: وخلال الستينيات، كانت المملكة المتحدة تنسحب من مستعمراتها، وكانت وزارة الخارجية ومكتب المستعمرات متعطشين لمعلومات من نشطاء حقوق الإنسان حول الأوضاع على الأرض، وفي عام 1963، أمرت وزارة الخارجية عملاءها في الخارج بتقديم «دعم حصيف» لحملات منظمة العفو الدولية.
وتابع المقال: بينما ذهب كوتنر أبعد من ذلك، حيث قام بتشكيل مجموعة «أصدقاء إف بي آي»، وهي منظمة شكلت من أجل مكافحة النقد الموجه لمكتب التحقيقات الفيدرالي، بعد أن تم الكشف عن حملة المكتب السرية لتعطيل الحركات اليسارية، وذلك وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، كما شارك كونتر في عدد من المسارح التي شهدت مشاركة مكثفة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، بما في ذلك المهمة التي قام بها كوتنر لتقويض رئيس الوزراء الكونغولي والناشط المناهض للإمبريالية باتريس لومومبا.
وفي حين أن العمليات المشبوهة والتي نفذتها المنظمة في ستينيات القرن الماضي قد تبدو كتاريخ قديم في هذه المرحلة، إلا أنها وفقاً للموقع بمنزلة تذكير مهم بالدور الذي تلعبه المنظمات غير الحكومية في كثير من الأحيان بتعزيز أهداف حكومات الدول التي يوجد مقرها فيها.