نجوم ساطعة في ظلمات الليل الحالك
محمد ناصر حتروش
تطل علينا ذكرى عزيزة وعظيمة كعظمة الملائكة وعالية كعلو الثريا في كبد السماء، ذكرى من صانوا الاعراض وقهروا الكفر والفساد انها الذكرى السنوية للشهيد، قد يتسأل البعض عن سبب احياء مثل هذه المناسبات ؟ وقد يقول البعض بأن الشهداء ليسوا بحاجة إلى فعاليات ومعارض وصور!! اسئلة كثيرة تجول في ذهنيات كثير من البشر واجابتها لا يعرفها الا من آمن كالشهيد وتثقف بثقافته وعرف قدره وقيمته، إنها “عطاء الشهادة” شهدائنا العظماء هم نجوم متلألئة في ظلمات الليل الحالك، نجوم تضيئ الدرب وتبدد الجور والظلام، باعوا لله أنفسهم فمنحهم مالك السماوات والارض حياة ابدية ورزقا كريما ورغدا هني، شهدائنا العظماء لا شك بأن استبشاركم بما انتم عليه يصل إلى من بعدكم فكل من يرتقي ايمانا ووعيا هو ينظر إلى افق السماء حيث تسكنون ويستشعر وجودكم في كُلّ شبرا من أقطار الارض التي لطالما نشرتم نوركم فيها وحافظتكم على ابناءها وصنتم اعراض نساءها، شهدائنا العظماء لا يعلم المغفلون بأن صوركم التي تملى الشوارع والمنازل والاحياء، تمنحنا القوة والاباء وتقهر الخونة والعملاء، نقيم الفعاليات ونفتتح المعارض ونزور الروضات، لنستلهم الدروس والعبر، ونتتلمذ على ذكرياتكم العاطرة في ميادين الجهاد المقدس، من يخبر الحمقى بأن المؤامرات والاساليب القذرة التي ينتهجها العدو، والتكالب العالمي لغزو بلادنا على مدى اربعة اعوام تبوء بالفشل، فدائماً يسلك العدو مسار عسكريا لاحتلالنا، وتارة يلجئ إلى مسارٍ سياسي واقتصادي لتحقيق مرامه، وتارة أخرى يلجأ لغزو فكري واخلاقي عن طريق ما يسمى بالمنظمات وغيرها لعله يحقق ولو جزءا بسيطا من مؤامراته الدنيئة الخبيثة ولكنه سرعان ما يطأطئ رأسه ويتجرع وباء ما خطط له ويجر خيبات الأمل وراءه كُلّ ذلك ما كان ليكون لولا الله والشهداء الذين سقوا بدمائهم الارض الطاهرة فأنبتت عزة وكرامة وإباء فعليكم منا السلام ورحمة الله وبركاته، ونحمد الله أن منح قريتنا (50) شهيداً.
فليسوا من نقول لهم وداعاً ولكنا نقول إلى اللقاء.