ناشونال إنترست: السعودية أحد أسباب عدم استقرار الشرق الأوسط
ناشونال إنترست: السعودية أحد أسباب عدم استقرار الشرق الأوسط
متابعات:
ذكرت مجلة ناشونال إنترست أن رحلة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والمحادثات التي عقدها في بعض دول الشرق الأوسط تؤكد أن واشنطن لم تفشل في تعلّم دروس الماضي فحسب، لكنها على وشك تكرار المنهج الخاطئ نفسه الذي انتهجته بالمنطقة على مدار الـ 15 عاماً الماضية؛ إذ فشلت مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية في تشخيص السبب الحقيقي وراء امتلاء المنطقة بالعنف والتنافس المفرط على النفوذ.
أضافت المجلة أن بومبيو مخطئ في اعتقاده أن السبب الرئيسي لمشاكل الشرق الأوسط يكمن في غياب الدور القيادي الأمريكي والنفوذ الإيراني المتوسع فيها، مشيرة إلى أن حكومات المنطقة كلها مسؤولة عن الاضطرابات السياسية، بما في ذلك النظام السعودي وسلوك ولي العهد محمد بن سلمان، الذي بات قوة مزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط.
وذكرت المجلة أن إيران إحدى تلك الحكومات المزعزعة لاستقرار المنطقة، لكنها ليست الوحيدة، بل السعودية أيضاً التي تحولت من أسلوب سياسة خارجية معتمدة على دبلوماسية المال التي فيها يعمل المسؤولون من خلف الكواليس لتمويل وكلاء المملكة لتنفيذ أجندتها، إلى سياسة التدخل المباشر خاصة بعد أن أصبح ابن سلمان وزيراً للدفاع عام 2015؛ حيث حوّل سياسة بلاده الخارجية إلى سلسلة من الحروب الخارجية الفاشلة وخسائر متعمدة جلبتها الرياض لنفسها.
وتابعت المجلة أن السعودية في الماضي كان يُنظر إليها بوصفها عامل استقرار في المنطقة، لكنها باتت الآن فاقدة للصواب، بداية من احتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري إبان زيارته إلى الرياض وإجباره على الاستقالة، ثم مقاطعة قطر وحصارها، إلى حرب اليمن الكارثية التي خلقت أكبر أزمة إنسانية عالمية.
واستطردت ناشونال إنترست بالقول إن الطائفية التي ظهرت بالمنطقة بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ما تزال تجتاح الشرق الأوسط؛ حيث تستعملها الرياض أداة سياسة خارجية ضد خصومها.
وذكرت المجلة أن نظام الحكم في المنطقة فقد فاعليته، باستثناء عدد قليل من الدول، ففي بغداد والرياض والقاهرة وطهران أنظمة سياسية تتحكم في كتل كبيرة من السكان أغلبيتهم من الشباب، في ظل وجود فرص اجتماعية واقتصادية شحيحة؛ إذ يعتمد بقاء هذه الأنظمة في الحكم على ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية وليس برضى الشعوب عنها.
وأكدة المجلة أن بومبيو، وخلال مناقشاته مع زعماء المنطقة، فشل في إيصال رسالة واضحة لنظرائه، وهي أن الولايات المتحدة ليس لديها الوقت أو الصبر أو القدرة على حل مشاكلهم، فليس هناك حل جاهز وسريع يمكن أن تقدمه واشنطن لمشكلة عويصة حلها فقط في يد السياسين العرب.