كل ما يجري من حولك

الساحل الغربي محرقة تحالف العدوان

464

 

صادق الغيثي

ونحن علَى أبواب نهاية العام الرابع والشعب اليمني ممثلاً بجيشه ولجانه الشعبيّة واجه أَكْبَر دول العالم عسكريّاً وسياسيّاً واقتصادياً وإعلامياً بل وتخصصياً في الحرب النفسية وحبك الشائعات التي تحطم إرَادَة الشعوب ومع كُــلّ ذلك لم تهتز له شعرة واحدة وإنما قاوم وتصدى للعدوان بشجاعة وبسالة شهد له بهما أعداؤه قبل أصدقائه؛ لأَنَّه استطاع أن يغير استراتيجيات الحروب ويقلبها رأساً علَى عقب، فوضع بذلك مراكز البحث العسكريّة العالمية في ذهول وجعلها تعيد نظرتها في كُــلّ تقديراتها وتتساءل ماذا يجري في اليمن وما يجري اليوم في الساحل الغربي من مواجهة أقوى زحف يدفع به العدوان؛ بهدف احتلال مدينة الحديدة.

لقد تحوّل الساحل الغربي محرقة لقوات تحالف العدوان ومرتزِقته المحليين وهو ما جعل قيادات الإمارات تستنجد بسيدتها الإدارة الامريكية وتطلب تدخلها المباشر لإنقاذها وحفظ ماء وجهها؛ ولأن الغرور قد ركب رؤوس بني سلول فإنهم يكابرون ويغطون علَى الحقائق بأموال شعب نجد والحجاز التي يتم بعثرتها هنا وهناك؛ بهدف شراء الضمائر الميتة والنفوس الضعيفة علَى مستوى العالم كله، غير مدركيْن أن الشعب اليمني بعظمته قادر علَى تغيير المعادلة لصالحه بتوكله علَى الله وبقدراته المتواضعة قياساً بما يمتلكه تحالف العدوان من قدرات عسكريّة ومادية وإعلامية لا يستوعبها عقل.

لقد أخطأ نظام آل سلول في تقديره حينما ظل يتعامل مع الشعب اليمني علَى أساس أنه أولئك النفر من العملاء والمرتزِقة الموجودة أسماؤهم في كشوفات اللجنة الخَاصَّـة التي تدفع لهم موازنات شهرية وفصلية وسنوية من أجل أن ينفذوا له أجنداته الخَاصَّـة في اليمن لعرقلة بناء الدولة اليمنية الحديثة القوية والعادلة وهي أجندة رسمها النظام السعوديّ قبل 50 عاماً حينما وُضع الملف اليمني بيد فيصل آل سلول.

وحين سقط أولئك النفر عندما قامت الثورة الشعبيّة يوم 21 سبتمبر عام 2014م وكشف الشعب حقيقتهم تبين للنظام السعوديّ أنه كان ينفق أمواله علَى ناس ورطوه أَكْثَر من مما أفادوه فعاد ليتعامل مع الشعب اليمني من الصفر كما فعل عقب الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر حين حاول اسقاطها من خلال فتحه معسكرات للمناويين لها فاستقدم المرتزِقة من كُــلّ مكان وقدم لهم السلاح والأموال وأسس تحالفاً ضدها شاركت فيه دول كبرى مع بريطانيا التي كانت تحتل الجنوب.

وعندما دشن اليمني ثورتهم في 21 سبتمبر عادت الحياة لثورتي سبتمبر وأكتوبر وأحيت مبادئها الستة التي غيّبتها السعوديّة بفعل تدخل نظام آل سلول في الشأن اليمني والآن هذه المرحلة طالبت برفع الوصاية الخارجية عن القرار السياسيّ اليمني؛ ولذلك لم يكون أمام آل سلول غير التدخل المباشر الشأن بعدوان ظالم لإفشال ثورة 21 من سبتمبر، في محاولة منها لإعادة اليمن إلى بيت الطاعة.

ولكن بعد أربع سنوات من العدوان بدا النظام السعوديّ يشعر بخيبته وأصبح علَى يقين تام بأنه سيهزم لا محالة، وذلك لسبب بسيط يتمثل في أن إرَادَة الشعوب المظلومة هي المنتصرة دائماً؛ لأَنَّها أساساً مستمدة من إرَادَة الله الواحد القهار.

You might also like