كل ما يجري من حولك

ذا جلوب آند ميل: إحباط متصاعد في الرياض بسبب القوانين القمعية

ذا جلوب آند ميل: إحباط متصاعد في الرياض بسبب القوانين القمعية

459

متابعات:

قالت بسمة المومني -الأستاذة في جامعة واترلو وكلية بالسيلي للشؤون الدولية- إن هناك إحباطاً متصاعداً داخل المملكة العربية السعودية، بسبب قوانين الوصاية القمعية، مشيرة إلى أن التهديد الحقيقي للمملكة لا يتمثل في رد فعل العالم على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بل في الفرص التي تقدمها قضية الفتاة السعودية الهاربة من أهلها رهف محمد القنون لملايين النساء السعوديات اللواتي يرغبن أيضاً في الهروب والحصول على حق اللجوء في بلد آخر يسمح لهن بالعيش بحرية.

وأضافت الكاتبة -في مقال نشرته صحيفة «ذا جلوب آند ميل» الكندية- أن قوانين الوصاية التي تجعل حياة النساء السعوديات لا تطاق، والتي تفرض قيوداً على حرياتهن الشخصية، عادت الآن بقوة إلى النقاش الاجتماعي السعودي.

وأوضحت أن النساء السعوديات أصبحن متعلمات تعليماً عالياً على نحو متزايد، ويسافرن كثيراً، ومتصلات بالعالم بشكل كبير، إلا أنهن عالقات في مجتمع يمنحهن حقوقاً كالأطفال، مشيرة إلى أنه بموجب قوانين الوصاية السعودية، يُحرم نصف سكان المملكة من حق التوقيع على العقود، أو الحصول على قروض، أو قبول العمل، أو السفر خارج البلاد دون موافقة ولي الأمر.

الأكثر فظاعة -والقول للكاتبة- هو أن هناك نساءً مثل القنون، يعانين من علاقة سيئة مع أحد الوالدين الذكور، أو الزوج، أو حتى الابن، محاصرات في مأزق قانوني، فبرغم أن معظم النساء السعوديات لا يواجهن نفس الإساءة التي تواجهها القنون، إلا أن حياتهن اليومية تتشكل وتتحدد بقوانين الوصاية، التي لم تعد متوافقة مع المجتمع الحديث، وأهداف وتطلعات الشبان السعوديين من النساء والرجال.

وقالت الكاتبة إن كندا تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بمنحها القنون حق اللجوء، فهي تظهر بذلك قيادة أخلاقية في مسألة المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن العلاقات الثنائية بين كندا والمملكة العربية السعودية وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وأضافت أن الرسالة التي تبعث بها كندا إلى المملكة وإلى العالم، والأهم من ذلك إلى النساء السعوديات، هي أن كندا ترى حق اللجوء للنساء السعوديات على أساس الجنس بأنه أمر مشروع.

ومما لا شك فيه أن دولاً أخرى ستتعرض لضغوط كي تفعل الشيء نفسه، لأن النساء السعوديات اللواتي يتعرضن لأشد الأوضاع خطورة سيشهدن فرص الحصول على اللجوء كوسيلة للتغلب على كثير من المشكلات.

وختمت الكاتبة مقالها بالقول: هناك طريقة تستطيع من خلالها المملكة العربية السعودية أن تضع حداً لموجة الإحباط المتصاعدة في البلاد بسبب قوانين الوصاية القمعية، وأن توقف بها الخروج المستمر من شبابها الموهوبين الذين لا يرون أي احتمال للتنمية الذاتية والتطور دون مغادرة البلاد، هذه الطريق بسيطة، وهي أن تقوم السعودية بالتخلي عن قوانين الوصاية. إن من المؤكد أن المحافظين سيقاومون هذا التغيير المجتمعي، لكن النظام السعودي يحتاج إلى الاعتراف بأن شبابه هم المستقبل.

You might also like