كل ما يجري من حولك

بلومبيرغ: كيف “لسع” الكونغرس السعوديين وخسرت الرياض فرصة ذهبية لوقف قانونين ضدها

449

متابعات:

قال معلق أمريكي إن السعوديين ضيعوا هذا الأسبوع فرصة ذهبية لكسب حسن نية أعضاء الكونغرس ومنع تصويت مجلس الشيوخ على قانونين مهمين.

وقال إيلي ليك في موقع “بلومبيرغ نيوز” بمقال رأي تحت عنوان” على السعوديين لوم أنفسهم”.

 وجاء في مقالته أن الرئيس دونالد ترامب وأعضاء حكومته ظلوا وعلى مدار الشهر الماضي يحذرون أعضاء الكونغرس من أن لا يكسروا الإجماع في أعقاب اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) في قنصلية بلاده في إسطنبول، إلا أن مجلس الشيوخ تجاهل في يوم الخميس هذه التحذيرات ومرر قانونين مهمين.

ومر الأول دون معارضة، حيث حمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية مقتل جمال خاشقجي. أما الثاني فقد تم تمريره بـ 54 صوتا ضد 41 صوتا ويدعو لقطع كل الدعم الامريكي عن السعودية في حرب اليمن.

ويعلق الكاتب أن التحرك ضد السعوديين في الكونغرس وإن لم يؤد إلى قطع الدعم الأمريكي لحربهم في اليمن. خاصة أن لا شهية في الكونغرس للدفع في قانون اليمن ولا توجد هناك أصوات كافية لتجاوز الفيتو الرئاسي إلا أنه يعتبر “لسعة” للسعوديين.

فقد وجه الكونغرس إدانة اتهام لولي العهد الحاكم الفعلي المعروف باسم “م ب س” بقتل خاشقجي، وهي بالضرورة إدانة للعائلة المالكة في السعودية.

ونقل الكاتب عن مصادر في الكونغرس قولها إن السعوديين عملوا هذا الأسبوع وبشكل محموم لوقف القرار وإقناع المشرعين لمعارضته.

ويرى الكاتب: “ربما تحول فشلهم لدرس”. فمنذ أن ركز العالم نظره على السعودية بعد مقتل خاشقجي، حث أعضاء الكونغرس والمسؤولون في البيت الأبيض ولي العهد لاتخاذ خطوات قوية تستجيب لمطالب الكونغرس. وكانت الخطوة الأسهل هي الإفراج عن السجناء السياسيين. ومن بين هؤلاء رائف بدوي الذي حكم عليه عام 2012 بالسجن لمدة عشرة أعوام، أي قبل صعود “م ب س” إلى السلطة. واتهم بالإساءة للإسلام مع أن جريمته الحقيقية كانت المطالبة بليبرالية في السعودية.

ومنذ اعتقاله، جلد في ساحة عامة وزاد الحكم عليه. وكان بإمكان “م ب س” التحرك والإفراج عن الناشطات اللاتي طالبن بحق المرأة بقيادة السيارة. فرغم السماح للمرأة بقيادة السيارة، زاد “م ب س” من ملاحقة وقمع المواطنين الذين طالبوا بالإصلاح.

وعلق ليك أن أيا من هذه الخطوات ليست صعبة بالنسبة لولي العهد. فعندما زار الولايات المتحدة قبل عام تقريبا، قدم نفسه على أنه مصلح ليبرالي. وبسبب هذا فشل الكونغرس في الربيع في تمرير قرار يقطع الدعم الأمريكي عن الحرب في اليمن. ولكن السعوديين تجاهلوا نصيحة إدارة ترامب وأعضاء الكونغرس.  فلا يزال الناشط بدوي في السجن.

وقال إن أعضاء الكونغرس الذين عادة ما يدافعون عن العلاقات الأمريكية-السعودية يقومون الآن بشجب ولي العهد الذي عبروا عن أملهم في أن يحول بلده إلى مجتمع مفتوح. فزعيم الغالبية ميتش ماكونل الذي عادة ما لا يخرج عن الإجماع في السياسة الخارجية، هو من دعم القرار الذي يحمل “م ب س” مسؤولية قتل خاشقجي. وقال إن ردة الفعل كانت محتومة ومضمونة فقد كان لدى حكام المملكة فرصة لكسب حسن نية واشنطن لكنهم ضيعوها- وهي فرصة ضائعة قد يندمون عليها عندما يبدأ الكونغرس ومجلس النواب بقيادة ديمقراطية عمله الشهر المقبل.

You might also like