كل ما يجري من حولك

فيننشيال تايمز: ابن سلمان يتوقع توقف الاستثمارات بـ «نيوم» لسنوات

395

متابعات:

نقلت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية عن رجل أعمال حضر مؤخراً لقاءً ضمن وفد تجاري زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قوله إن الأخير صرح لهم بأنه لا يتوقع أن يضخ أحد استثمارات في مشروع نيوم الضخم لسنوات مقلبة.

واعتبرت الصحيفة أن تعليقات محمد بن سلمان إقراراً بأن الأزمة الناجمة عن اغتيال الصحافي جمال خاشقجي تهدد بإضعاف خططه الجريئة لتحديث المملكة المحافظة بدعم من رأس المال والخبرات الأجنبية.

أشارت الصحيفة إلى أن مدينة نيوم -أكبر مشاريع محمد بن سلمان، وأكثرها طموحاً- دائماً ما كان ينظر إليه كمشروع ناشئ محفوف بالمخاطر، لكنه تأجل الآن، في وقت بدأت فيه أزمة قتل خاشقجي تقوّض قدرة السعودية على اجتذاب التمويل والمهارات المتقدمة تكونولوجيا، وغيرها من المشروعات.

ونقلت الصحيفة عن استشاري في القطاع الخاص بالمملكة قوله إن مشروع نيوم داخل دائرة الشك، مشيرة إلى أنه ومنذ قتل خاشقجي نأى كثير من مستشاري مشروع نيوم -بمن فيهم المهندس المعماري نرومان فوستر- بأنفسهم عنه، ما يبرز المخاطر السياسية وتلك المتعلقة بالسمعة نتيجة الارتباط بولي عهد الرياض، المتهم بقتل الصحافي المعارض.

ونقلت الصحيفة عن رجال الأعمال الذين حضروا لقاء محمد بن سلمان قولهم إن الأمير الشاب تحدث عن ضخ استثمارات كبيرة في الاقتصاد التقليدي، من أجل التعويض عن مشروع نيوم، كنوع من حفظ ماء الوجه لحاكم وضع في قلب برنامجه الإصلاحي المزعوم خفض اعتماد بلاده على النفط كمصدر أساسي للدخل. ويرى ستيفن هرتوج -خبير شؤون الخليج في كلية لندن للاقتصاد- أن السعودية تعود مجدداً لما تعودت عليه.

ورغم أن اقتصاد المملكة كان يعاني حتى قبل قتل خاشقجي وما تلاه من اشتعال أكبر أزمة دبلوماسية يواجهها النظام السعودي مع الغرب منذ هجمات 11 سبتمبر، إلا أن حالة التدقيق والفحص التي يخضع لها محمد بن سلمان الآن دفعته إلى الجوء للشركات المحلية، مع ضعف رغبة نظيرتها الأجنبية، في وقت يحتاج فيه تعزيز الدعم الداخلي له في الداخل.

وأكدت الصحيفة أنه بات من الصعب الآن على محمد بن سلمان استمالة المستثمرين، بالإضافة إلى تضرر العائلات السعودية الكبرى في مجال التجارة، جراء الأوضاع الاقتصادية ومواجهة محمد بن سلمان بذلك أثناء لقائهم به، ما يدل على كيفية تبدل حظوظ ولي العهد.

ولا يتعلق الأمر بتوقف الاستثمارات الخارجية فقط، بل إن عدداً من الصفقات الاستثمارية السعودية في قطاعي التصنيع والتجزئة قد تأجلت، بحسب مصرفيين ومحامين. ولعل أكبر الانتكاسات في خطة محمد بن سلمان الإصلاحية في مرحلة ما قبل خاشقجي، تتمثل في فشل عملية الطرح الأولى لجزء من أسهم شركة أرامكو النفطية الضخمة، بسبب مشاكل قانونية وأسباب أخرى.

واعتبرت الصحيفة أنه من دون الأموال القادمة من الطرح الأولي لـ «أرامكو»، فإن صندوق الاستثمارات السعودي -المحرك لمعظم خطط محمد بن سلمان- يواجه صعوبات في التمويل.

You might also like