عندما تَمَخَّضَ «جبل» ماكرون.. ولَدَ فأراً
متابعات:
تسمّر الفرنسيون أمام شاشات التلفاز للاستماع إلى ما في جعبة رئيسهم إيمانويل ماكرون في كلمته الأولى التي أدلى بها للشعب بعد أكبر احتجاجات في فرنسا منذ أعوام.
وفي خطابه الذي دام ربع ساعة، حاول ماكرون استعادة الهدوء بعد اتهامات بأن أسلوبه السياسي وسياساته الاقتصادية أديا إلى تصدّع البلاد، حيث وعد بإجراءات تصبّ في خانة تعزيز القدرة الشرائية وتقضي برفع الحد الأدنى للأجور مئة يورو بدءاً من عام 2019 وغيرها من الإجراءات الاقتصادية الصغيرة التي لم تلقَ تفاعلاً كافياً في أوساط الشعب الفرنسي وخاصة بين أصحاب «السترات الصفراء».
وفي هذا السياق، قال تقرير مصوّر بثته محطة «بي.بي.سي» العربية: على الرغم من التنازلات التي قدّمها ماكرون رأى بعض ناشطي «السترات الصفراء» أن «الجبل» حين تمخض ولد فأراً.
وينقل التقرير عن كارل توكار وهو متظاهر ويمثّل «السترات الصفراء»، قوله: كلام ماكرون لم يكن واضحاً بما يكفي، وأعتقد أن زيادة مئة يورو هي طفيفة، لأنك إذا حسمت منها الضرائب يبقى نحو 80 يورو. عدد الذين تابعوا الخطاب معي ثمانية أشخاص، والثمانية لم يتأثروا بما قاله ماكرون.
أما كارول مارتين، وهي أيضاً متظاهرة من أصحاب «السترات الصفراء»، فقالت: أخشى أن يجد بعض أفراد «السترات الصفراء» في زيادة المئة يورو أمراً طيباً وأن يتوقفوا عن التظاهر، أتخوّف من أن يرضى المتظاهرون بالفتات الذي عرضه ماكرون، بالنسبة لي شخصياً سأكون في الشارع مرّة جديدة.
ويشكك التقرير فيما إذا كانت هذه الإجراءات الذي أعلن عنها الرئيس الفرنسي كافية لاحتواء الغضب على وقع انقسام اجتماعي عميق بين فريقين: فرنسيون يشعرون بأنهم ينزلقون أكثر فأكثر نحو الفقر من دون الاستماع إليهم وحكومة ماكرون الذي اتهم دائماً بأنه رئيس الأغنياء.