كل ما يجري من حولك

“غلوبال ريسيرش”: الاعتداءات الإعلامية على الحقيقة لم تعد مهمة..

410

متابعات:

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن شعار جديد في أوائل عام 2017 بعنوان “الحقيقة أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى”، وذلك من خلال مقال نشره اثنان من المؤلفين المتخصصين في القانون الدولي في موقع “غلوبال ريسيرش” وأشار المؤلفان إلى أن افتتاحية “التايمز” في العراق وتحديداً من 11 أيلول 2001 إلى 20 آذار 2003 – لم تأت على ذكر كلمات مثل “القانون الدولي”، و”ميثاق الأمم المتحدة”، وأضافا: إن الحقيقة لم تكن “مهمة” بالنسبة لصحيفة “التايمز” والتي لم يكن اختيارها عبثاً في نشر المقال، باعتبارها من الصحف الهامة.

وبيّن الموقع أن صحيفة “التايمز” وقفت مكتوفة الأيدي في التغطيات الإعلامية التي تتعلق بالكثير من الأحداث السياسية في العالم عموماً والوطن العربي بشكل خاص، ولم تكتف بالحياد، بل كانت أخبارها بمثابة وابل من الدعاية الموجهة للجمهور الأمريكي، فعلى سبيل المثال، رأى 69% من الأمريكيين أن صدام حسين شارك شخصياً في هجمات الحادي عشر من أيلول، وهو ما تعتبره الـ”التايمز” إنجازاً كبيراً لها، لكن الحقيقة والمنطق خلاف ذلك، فلماذا يأخذ صدام على عاتقه أن ينسق هجوماً مفاجئاً على الولايات المتحدة، والأحداث الأخيرة تثبت أنه ليس من النوع الانتحاري.

ورأى الموقع أن “التايمز” لم تكن وحدها من يفبرك الأخبار ويبثها إلى الشعب الأمريكي، فقد كانت شبكات التلفزيون الأمريكي الـ”فوكس نيوز” المملوكة لروبرت مردوخ والـ “بي بيس ي” والـ “سي إن إن” من مؤيدي الحرب الأمريكية على العراق، واضطر موظفو تلك الأقنية الإعلامية إلى وصف الغزو بـ “عملية تحرير العراق”، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين فيما بعد. وأفاد الموقع بأن الصحف الغربية ما تزال مستمرة في تغطياتها الإعلامية غير المشروعة، حيث أيّدت صحيفة “الغارديان” الليبرالية الحرب على ليبيا وتدميرها، وتطرقت المقالات الافتتاحية إلى ضرورة الإسراع في إسقاط الدولة الليبية، كما شجعت الصحيفة حلف “ناتو” على زيادة الضربات العسكرية على ليبيا، ما أدى إلى تدمير البنى التحتية ومن ثم ليبيا وقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء.

ولعل المخاوف تتركز اليوم حول قناة “روسيا اليوم”، فهي تنتشر على نطاق واسع، إذ تتمتع القناة بنسبة مشاهدة أسبوعية إجمالية تبلغ 70 مليون شخص والنسبة آخذه في التزايد مع مرور الوقت، كما أن القناة متاحة للمشاهدين في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، إذ يشاهد أكثر من 8 ملايين أمريكي المحطة كل أسبوع، وهو ما يعتبر إنجازاً كبيراً يمكن أن تجذبه قناة تحمل كلمة “روسيا” في عنوانها، فالمشاهدون بالملايين، على الرغم من تنامي المشاعر المعادية لروسيا التي تتبناها القوى السائدة.

وفي السياق ذاته، يكشف الموقع أن شخصيات النخبة مثل هيلاري كلينتون كانت قد أعربت عن أسفها، قائلة: “نحن في حرب إعلامية، ونحن نخسر هذه الحرب”، وختم الموقع: إنه ولأول مرة في التاريخ، أصبح للأمريكيين وسائل عديدة للوصول إلى الأخبار البديلة المقنعة، والتي ربما تكون أكثر توازناً.

You might also like