تتوالى المواقف العربية الداعية إلى وقف الحرب في اليمن، وبرغم أن تلك الدعوات غير رسمية لكنها انطلقت بالتزامن مع تحولات في الموقف الدولي والإقليمي لصالح إنهاء الحرب.

فبعد 4 أشهر من «النداء العربي» الذي أعلنته شخصيات عربية من العاصمة الأردنية عمّان، جاء «نداء بيروت»، اليوم الأربعاء، ليشكل رافداً للصوت العربي النخبوي الذي يظهر منفصلاً عن مواقف الحكومات العربية الساقطة في مربع الاستقطابات الإقليمية والدولية. «النداء» حث «الضمير العالمي إلى تسريع خطوات الحل السياسي بين اليمنيين ولأجل اليمن، والمباشرة فوراً بإعادة ما دمّرته هذه الحرب العبثية»، داعياً « لوقف أسوأ كارثة وجريمة إنسانية تعرّض لهما شعبٌ في عصرنا الحديث».

تفاعل يمني مع «النداءات»

تلك الدعوات العربية لاقت تفاعلاً يمنياً واسعاً، ووصل المؤيدون لـ«النداء العربي»، إلى أكثر من 400 شخصية يمنية ومن مختلف الطيف السياسي اليمني، وعلى رأس القائمة الرئيسين علي ناصر محمد، ومحسن العيني، إضافة إلى العشرات من الوزاء والسفراء والمحافظين وقيادة أحزاب ونشطاء وكتاب وعلماء.

وبعد إعلان «نداء بيروت» بساعات، لقي تفاعلاً كبيراً من اليمنين، إذ أشاد القيادي في «المجلس الانتقالي»، نبيل عبدالله، بجهود الرئيس علي ناصر ولقاءاته بالنخب العربية في البلدان العربية من أجل الضغط لـ«إيقاف الحرب العبثية التي دمرت الشمال والجنوب أرضاً وإنساناً»، لافتاً إلى أن «لا مهرب من إيقاف الحرب وتحقيق السلام الشامل والعادل، ومن لم يستجب اليوم لنداء إيقاف الحرب سيستجيب غداً او يجبر على ذلك ولكن بعد ارتفاع وتفاقم فاتورة الحرب».

في موازاة ذلك، تلقف نشطاء سياسيون وإعلاميون «نداء بيروت» على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعوا إلى إضافة أسماء للقائمة، كما اقترح البعض تدشين وقفات تضامنية في بيروت من أجل وقف الحرب في اليمن.

وتأتي دعوة وقف الحرب قبل أسابيع قليلة من انعقاد مشاورات في السويد برعاية الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية، ومع تفاقم الوضع الإنساني بعد تدهور الوضع الاقتصادي واشتداد المعارك في مدينة الحديدة.

«مقترحات النداءات العربية»

شدد «النداء العربي» الذي وقعه العشرات من شخصيات سياسية عربية بمختلف توجهاتها السياسية، بعضها يساري وبعضها إسلامي، على ضرورة الشروع في هدنة لمدة 3 أشهر، وأبدت الشخصيات استعدادها للذهاب إلى اليمن والرياض وأبوظبي وطهران وغيرها من العواصم للقيام بدور الوسيط من أجل وقف الحرب.

فيما ناقش «نداء بيروت» مبادرة الرئيس علي ناصر الداعية إلى «وقف الحرب وفك الحصار وتشكيل مجلس رئاسي وحكومة توافق وطني»، إضافة إلى «سحب السلاح الثقيل من كل الجماعات المسلحة وتسليمه إلى وزارة الدفاع الوطني والبدء في حوار شامل على شكل الدولة من إقليمين»، ودعت المبادرة إلى «تشكيل لجنة دستورية ولجنة انتخابية من أجل تنقيح الدستور والاتفاق على برنامج الانتخابات»، هذا فضلاً عن «عقد مؤتمر دولي لتمويل مادمرته الحرب»، وشدّد ناصر على «ضرورة إلزام مجلس الأمن كل الأطراف بالاتفاق السياسي».

«نداء بيروت» دعا إلى ضرورة «رفع الحصار وفتح الموانىء والمطارات وإيصال كل المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني»، مطالباً بـ«وقف التدخلات الخارجية التي ساهمت في إذكاء نار الحرب».

(العربي)