كل ما يجري من حولك

المنتفضون أرادوا تكرار فتنة 2 ديسمبر وفشلوا

400

 

حسن زيد

من المؤسف أن يتعامَلَ بعضُ ذوي التأثير بدون مسؤولية لإدراكهم التداعيات التي يمكنُ أن تحدُثَ نتيجةً للدعوة لما سُمِّيَ بثورة الجياع، والهدف منها كما أعلن دعاتُها إسقاط سلطة الكهنوت في صنعاء لحَلِّ مشكلة المرتبات وارتفاع الأسعار وانخفاض سعر صرف الريال؛ لأنَّهم يدركون استحالة إسقاط السلطة بمجرد مظاهرات لا توجد لها قيادة معروفة وأثناء العدوان والحرب.

وكأن الدعوة تكرارٌ أَوْ استئنافٌ لانتفاضة ٢ ديسمبر ولكن بدون قيادة؛ لتكون النتيجةُ أن تحقّــقَ لها النجاح هو الفوضى المطلقة ومضاعفة معاناة اليمنيين وتعقيد إمْكَـانية الحل السياسي وجعل السلام فكرةً مستحيلة.

طبعاً أية انتفاضة مهما أُنفِقَ من أجلها لا يمكن أن تنجحَ في إسقاط سلطة صنعاءَ، ممثلةً بالمجلس السياسي الأعلى وعلى رأسه أنصار الله والمؤتمر؛ ولأن قُــوَّة أنصار ليست كقُــوَّة أَي سلطة تستمدُّ استمراريتَها من البُنية التنظيمية للأجهزة المحكومة بتراتبية يمكن الانقلاب عليها بكم مظاهرة أَوْ إعلان دستوري؛ ولأن قُــوَّة أنصار الله تستمدُّ من التفاف جماهيري واسع وتنظيم مهما تعرّض لهزات وعواصف فإنه قادرٌ على التكيُّف معها لمرونته وتنوّع وتعدّد عناصر قوته، وقد أثبت هذا من خلال قدرته على إدارة المعارك في ٤٨ جبهة حقّــق ويحقّــق انتصاراتٍ إعجازية.

إن من يواجهُ هذا التحالفَ الكبيرَ الذي تشارك فيه أقوى دولة (الولايات المتحدة وبريطانيا وأغنى الدول النفطية السعوديّة ومعها الإمارات، بالإضافة إلى الكثير من الدول وجنّد له مرتزِقة من مختلف الجنسيات ومعهم تنظيمات يمنية وعشرات آلاف المرتزِقة المحليين وألوية من القاعدة وداعش والسلفية الجهادية) ويصمد لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر وبأقل الإمْكَـانات ويحقّــق إنجازاتٍ في التصنيع العسكري ويضبط الأمن في المدن المزدحمة ويكشف مُخَطّطات الأعداء ويتقدّم عليهم لَقادرٌ بكل سهولة على مواجهة واحتواء أية محاولة لافتعال انتفاضة وما حدث في ديسمبر العام الماضي خيرُ مثال.

لنسأل دعاةَ الانتفاضة أَوْ الثورة ما الذي تسعون إليه؟

هل تريدون خفضَ الأسعار وإعادَة القيمة الشرائية للريال وسعر صرفه إلى ما كان عليه وسداد المرتبات ووووو؟ كيف سيتحقّــق ذلك؟ هل إشعال الفتنة في صنعاء والمدن الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومته سيعيد الأسعار إلى ما كانت عليه؟

هل بمجرد إحداث الفوضى سيتحقّــق لكم ما تريدون أم إنكم فقط تريدون إضعافَ قُــوَّة أنصار الله ليتمكّن العدوُّ من السيطرة على ما تبقى من الساحل الغربي؟.

إن كُنتُم تعتبرون أنفسكم لواءً من ألوية التحالف فيمكن فهْمُ دوافعكم ومبرّراتكم، لكن أن تدّعوا أنكم محايدون، همكم معيشتكم فإنكم تسلكون الطريق المناقض لتحقيق الهدف.

مَن دعوا للانتفاضة لا يهدفون في الحقيقة إلّا إلى إشعال فتنة يتم فيها التضحيةُ بعدد من الشابات والشباب والمتاجرة بتضحياتهم إعلامياً وسياسياً.

ما الذي سيتحقّــق؟ مزيدٌ من الجوع والفقر والمعاناة للشعب الصابر وأيضاً منح العدوان أملاً بإمْكَـانية حسم المعركة من الداخل، وبالتالي إطالة أمد الحرب.

You might also like