كل ما يجري من حولك

الأمل في المشروع الوطني

331

 

سكينة حسن زيد

مررتُ على نقاشٍ في إحدى الصفحات على الفيس بوك وعلّق فيه ناشطٌ جنوبي معروفٌ أن كُـلّ ما يحدُثُ الآن سيُنهيه اتّفاقُ الأسياد وأردف قائلاً إن “الكل مرتزِقة عندهم” هذا كان تعبيره ولم يكذب أَوْ يبالغْ بالطبع..

أمَّا الحالُ في صنعاء فمختلفٌ جِـدًّا ويدركُ أَعْــدَاءُ السيد عبدالملك هذا جيداً قبل أنصاره، لم يكن الرجل مرتزِقاً ولا يمكن أن يكون ولم يأتِ حتى من بيئة تقبل تفريط الإنْسَـان في كرامته..

من المقبول في هذه الثقافة أن يقدّم الإنْسَـان حياته في سبيل كرامته، أما كرامته فلا!

لا أريد أن أبدوَ متملقةً، ولكن هذه هي الحقيقة مهما اختلفنا مع هذه الثقافة في النظر لبعض الأمور إلّا أنهم يقفون على قاعدة صلبة من القيم والمبادئ التي يلزمون أنفسهم بها قبل غيرهم وهذا شيء إيجابي بالطبع..

فهناك منهجٌ مفهوم وواضح بإمْكَانك أن تتفاهم به معهم وتتفق أَوْ تختلف معهم من خلاله.

تخيلوا لو أن ساحةَ الصراع كلها خلت إلّا من المرتزِقة الذين يمكن بيعهم وشراؤهم!

تخيلوا لو أن العدوانَ نجح في إقصاءِ أنصار الله من المشهد -مع أن هذا مستحيل- أنصار الله لا زالوا المشروع الوطني الوحيد بالرغم من اخطاء تحدث هنا وهناك..

كفى بالمرء فخراً أن تُعَدَّ معايبُه..

هناك إخفاقاتٌ في القضاء ربما، في العمل الإداري، هناك ممارساتٌ لا أتّفق معها جملةً وتفصيلا ًفي ما يخص الحريات والحقوق، ولكن باستخدام العقل ندرك أن المسئولية التي تحملوها كبيرة جِـدًّا جدّاً والعدوان الذي يواجهونه لم يتعرض له ربما أحدٌ في العالم، وهذا يعني أنه حين تختلفُ الظروف قد تختلف الممارسات..

اعترف أني اطمأننت بالأمس حين ظهر السيد وحثَّ على التكافل والتضامن الاجتمَاعي، حين انتقد تجاهلَ الناس لمعاناة غيرهم، حين تحدث عن تشجيع الزراعة والإنتَاج المحلي..

إنه رجلٌ يشعُرُ بالمسئولية وأعتذر له حين أقارن الدنبوع مَثَـلاً به!

الدنبوع الذي لا يشعر بمسئولية تجاه شيء الذي أهدر دماءنا وكرامتَنا وضيّع الحاضر والمستقبل والبلاد والعباد..

تحية للسيد، الشاب اليمني الذي أكّـد بالأمس أنه ورجاله لم ولن يتميزوا يوماً عن الشعب ومعاناته.

وتحية لليمن العزيز الذي نريدُه أن يكونَ بالرغم من كُـلّ ما نتعرض له..

وتحية لنا جَميعاً بصمودنا وصبرنا.

لا زلتُ متفائلةً..

You might also like