كل ما يجري من حولك

على موعد مع النصر

406

 

محمد القبلي

لستُ أنا الذي أقول إنما الله تعالى يقول: (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَا)، وأي فساد أَكْثَـر مِمّا قام به بنو سعود وحلف الشر، لقد قتلوا الأطفال والنساء هدموا البيوت على رؤوس الآمنين، هتكوا الأعراض، منعوا الغذاء والدواء دمّروا المزارع والمنافع وقطعوا الطرقَ استباحوا كُـلّ محرَّم.

كذبوا على الله وعباده، شروا ضمائر الناس، حرموا المسلمين من الأموال الطائلة التي اختبرهم اللهُ بها وأعطوها لليهود والنصارى ووالوا أعداء الله وقتلوا المؤمنين الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإيْمَان والحكمة، تنكروا لحقوق الجوار، تخلوا عن الدين وقِيَمِ العروبة والأخلاق الإنْسَانية، تذرعوا بأن للناس نوايا سيئةً ضدهم دون دليل، كذبوا على العالم بشرعية شخصٍ مزعومة انتهت مدتها هم من كتبها سنتين في مبادرتهم الخليجية واستقال وثار عليه الشعب.

لم يتركوا لمؤمن ولا لحُرٍّ مجالاً إلّا أن يقفَ مدافعاً عن كرامته وكرامة شعبه وبلده..

والله تعالى أخبر العباد بأن الدنيا اختبار فقال (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم، مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).

فهم من ناحية معتدون مسرفون في البطش، وهذا يأباه الشريفُ ويلزم الدين جهادَه، ومن ناحية يضعون أيديهم في أيدي اليهود المحتلين، والله يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ)، وكأن الآيات تتكلم عن آل سعود وحلفهم وموالاتهم للأمريكان واسرائيل..

أما عن النصر مع فارق العدد والعدة فإن الله تعالى يقول (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، ويقول: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ).

ثم ها هو الواقعُ يتكلمُ عن صمود أربعة أعوام بإمكانات متواضعة في وجه أعتى تآمر عرفه التأريخ وقد أوشك حلف الشر على الانهيار، فأسرة بني سعود مغلبهم زار السجون وصودرت الأموال وهم في حالة اشتباك مع الضمائر الحية في المنظمات الدولية ووسائل الإعلام التي لم يعد يسعها الصمتُ على حجم المأساة وتقلصت إمكاناتهم المادية وتضاءلت قدراتهم على شراء المواقف، وشراهة مَن يستغلهم ازدادت، فهذا ترامب يقول: سيسحب قواعد الباتريوت وأنه يحمي دولاً لا تدفع ويعد قانون جاستا السكين الذي ينتظر البقرة السعودية إذا لم تحلب فالمرتزِقة مع السعودية يعلمون أن الله قد تبرّأ منهم ولقد ساءت سمعتهم وتلطخت بالوحل وصاروا في نظر أغلب الناس قتلة مجرمين خونة للعروبة والإسْلَام ومصادر فحش وعربدة وانحطاط أخلاقي، وهناك مراجعة لدى الشعب في السعودية والجيش لماذا العدوان وما مصير قتلة المسلمين الذين يُقتلون بأيدي المدافعين عن بلدهم، حيثُ صارت كثيرٌ من الأسر في السعودية تشكي فقد أبنائها دون وجود أية قضية تبرر بذل الدم، وهو ما يكسبهم عارَ الدنيا وعذاب الآخرة، بعكس الإنْسَان اليمني الحر الشجاع الذي يقف شامخاً ويستشهد مدافعاً عن أرضه وكرامته ويبذل نفسَه راضياً في سبيل الله.. إنهم يرضون الله ويحظون باحترام وإكبار العالم وهم محلّ فخر أسرهم وسيخلدهم التأريخ؛ لهذا فان حلف الشر منهزمون رغم إمكاناتهم وإن اليمنيين منتصرون رغم قلة إمكاناتهم ولن يهز المرجفون عزائمَ المؤمنين؛ لأنَّ الله وصف المجاهدين بأنهم لا يخافون لومة لائم فليخسأ وليخرس المرجفون الذين يتكلمون عن السلام والسيوف على الرقاب، يريدون أن يكون الوضعُ كما فعل الصهاينة مع الفلسطينيين الأرض مقابل السلام حتى وضعوا السلاح فلم تبقى أرض ولم يبقَ سلام، فما يهمنا إلّا أن نكون على الحق وأن نتأكد أن المعتدين على الباطل وهو ما لا شك فيه لذي عقل وليأتِ الموتُ متى شاء في المسجد أَوْ في الجبهة أَوْ في أي مكان طالما الجميع يبذل طاقتَه للدفاع عن المظلومين ومواجهته وجِهاد الظالمين.. وقديماً قالوا (اطلبوا الموت توهب لكم الحياة) والنصر حليفنا في النهاية.

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ.

You might also like