كل ما يجري من حولك

فير أوبزيرفر: الإمارات تتلاعب بالسعودية وتضعها في واجهة الانتقادات بسبب الحرب على اليمن

571

متابعات:

قال الكاتب البريطاني بيل لو، إن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يلعب على وتر حب نظيره السعودي محمد بن سلمان للزهو والظهور في مركز الحدث، بينما يفضّل بن زايد من ناحية أخرى العمل من وراء الكواليس وترك الساحة تماماً لبن سلمان، الأمر الذي يجنّب الأول معظم الانتقادات الدولية، بسبب ملفات مثل حرب اليمن، والتخلي عن القضية الفلسطينية.

وأضاف الكاتب في مقال بمجلة «فير أوبزيرفر» البريطانية، أنه فيما ينظر إلى دبي باعتبارها الوجه الاقتصادي المالي للإمارات، والشارقة كمركز ثقافي، فإن إمارة أبوظبي تُعد الوجه العسكري لدولة بن زايد، الذي تحالف مع بن سلمان عام 2015 وشنّا حرب على اليمن، وحاصرا قطر عام 2017 بحجة خبر كاذب، تبين فيما بعد أن مصدره الإمارات وتحديداً أبوظبي.

وأشار الكاتب إلى أن الحصار المستمر منذ عام، واجهته الدوحة بمرونة وتحدٍ، وأن دول الحصار الأربع لم توفّر لخطوتها الانتقامية دعماً دبلوماسياً وسياسياً كافياً، والتي ساهمت فقط في تمزيق مجلس التعاون، بينما تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -التي راهن عليها بن زايد وبن سلمان- عن موقفها المناصر للحصار، بعدما اتضح لها أنه لا يستحق الدعم.

واعتبر الكاتب أن وليي عهد أبوظبي والرياض لم يعودا يريان في مجلس التعاون فائدة أو ملاءمة لمصالحهما، وأن الرجلين يتشاركان رؤية ترمب ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو حول عداء إيران.

وذكر الكاتب، أنه ليس من المفاجئ إذاً أن تكون هناك اتصالات سرية من السعودية وأبوظبي، ليس فقط مع أطراف رئيسية في إدارة ترامب، ولكن مع الإسرائيليين، خاصة مع تحدث تقارير أمريكية عن سعي بن زايد لسنوات إلى إقامة روابط مع تل أبيب.

ولفت الكاتب إلى أن سعي بن زايد إلى كبح جماح إيران لن يكون سهلاً وسيضطر لدفع الثمن، خاصة بالنسبة لإمارة دبي التي تربطها صلات اقتصادية مهمة مع إيران، التي تذهب 60% من صادراتها إلى دولة الإمارات وحدها، ما يجعلها أكبر شريك تجاري للسوق الإيراني الذي يبلغ حجمه 23 مليار دولار.

وتابع الكاتب، أن معظم تعاملات إيران الاقتصادية مع الإمارات تمر عبر دبي، التي سيتأثر اقتصادها سلباً بفعل تطبيق إدارة ترامب عقوبات على طهران.

وأوضح الكاتب أن سمعة دبي كمركز تجاري مفتوح، تجعلها غير مهتمة بالمغامرات العسكرية لبن زايد في اليمن مثلاً، حتى إن أميرها محمد بن راشد آل مكتوم لم يكن لديه خيار سوى موافقة ولي عهد أبوظبي في حرب اليمن، بالإضافة إلى نشر قواعد عسكرية لجيش بن زايد في شرق إفريقيا، ودعم حركات انفصالية في جنوب اليمن لدعم النفوذ الإماراتي.

وأكد الكاتب أن نهاية مغامرة بن زايد وبن سلمان في اليمن غير واضحة، إذ ذهب ولي عهد الرياض إلى الحرب مفترضاً أنه سيضع حداً سريعاً لها في غضون أسابيع، وسيحقق انتصاراً يدعم به شخصيته، تماماً كما فعل جده ابن سعود، لكن الأحداث أثبتت خطأه، وأن الحوثيين أعداء يُحسب لهم حساب.

وأضاف الكاتب أن السعودية -على عكس الإمارات- لم ترسل قوات برية إلى اليمن، وركّزت على حملات القصف الجوي التي دمّرت البلاد، ولذلك فإن الرياض هي من تتلقى الانتقادات الدولية بسبب قتل المدنيين، رغم أن أبوظبي هي الأخرى مشاركة في انتهاكات حقوق الإنسان هناك.

ولفت الكاتب إلى أن السعودية هي من تتعرض للنقد الحاد بسبب المبادرة الأمريكية حول صفقة القرن مع الفلسطينيين، ودفعهم للقبول بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومع ذلك يبدو أن الرياض هي من تخلت عن القضية الفلسطينية، رغم أن أبوظبي أكثر اشتراكاً في المحادثات مع إدارة ترامب من الجانب السعودي.

واعتبر الكاتب أن كل هذه الأحداث، تُظهر كيفية تلاعب بن زايد ببن سلمان، وتصديره للواجهة لتلقي النقد، بينما يعمل هو من خلف الكواليس.

You might also like