«ستراتفور»: إستمرار الحرب على اليمن يسيء إلى سمعة الإمارات والسعودية
متابعات:
رأى مركز «ستراتفور» للدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن فشل محادثات السلام في اليمن بوساطة الأمم المتحدة «أخبار غير مرحب بها»، وستؤدي على المدى القصير إلى عودة أطراف الصراع إلى القتال لكسب المزيد من النفوذ، بينما على المدى الطويل ستسيء إلى سمعة السعودية والإمارات.
وقال المركز الأمريكي، في تحليل له عن الحرب وتطوراتها السياسية والعسكرية الأخيرة، إن إطالة الحرب ستعرض مصالح حكومة هادي والحوثيين على حد سواء للخطر، كما ستلقي بظلال من الشك على السمعة العسكرية والدبلوماسية للسعودية والإمارات.
وأضاف «بالنسبة للجماعات الجهادية، مثل تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» الناشئ في اليمن، فإن الصراع المستمر يوفر فرصة عظيمة».
وأكد المركز أن التكاليف الإنسانية للحرب في اليمن -التي تسببت في نقص الغذاء، وزادت من الضغوط على إمدادات المياه المحلية، وفتحت الطريق أمام تفشي الأمراض المهلكة، ودمرت اقتصاد البلاد- مرتفعة للغاية، لدرجة لا يمكن معها التخلي عن المحاولة مرة أخرى، بالمحادثات من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث. وتابع «لا يعني الفشل الأخير أن محاولات التفاوض ستتوقف نهائياً، فبعد كل شيء، سيكون من الصعب على الأطراف المتحاربة إيجاد حل عسكري لإنهاء الصراع».
واستكمل قائلاً: «مع ذلك، يعني هذا أن الطرفين سيعودان إلى ساحة المعركة في الوقت الحالي؛ سعياً إلى كسب ميزة في الجولة المقبلة من المحادثات، وفي الوقت نفسه، لإضعاف الخصم». ورأى المركز الأمريكي أن السعودية وحلفاءها المشاركون في حرب اليمن، لم يظهروا أي التزام تجاه مساعي السلام، لذلك انهارت المفاوضات الأممية قبل أن تبدأ، مشيراً إلى أنه يمكن لنتيجة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، أن تحشد المشرعين للتحرك لتغيير موقف الولايات المتحدة من الصراع في اليمن.
وأضاف «على الرغم من أن الولايات المتحدة ستواصل دعم مهمة التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة سلطة «هادي»، فقد يدفع الكونجرس الحكومة اليمنية وحلفاءها الأجانب إلى التسوية مع الحوثيين، للتخفيف من الأزمة الإنسانية». وفي الداخل أيضاً -يتابع «ستراتفور»- قد يجد القادة السعوديون والإماراتيون تراجعاً في دعم حملتهم باليمن، وقد تتعرض السلطة العسكرية والدبلوماسية للأمير محمد بن سلمان إلى التساؤل والتشكيك بين أفراد العائلة المالكة، إذا فشل في وضع نهاية حاسمة للحرب اليمنية، والمشاركة المكلفة للمملكة فيها.
وتوقع المركز الأمريكي أن يكون ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أقل عرضة للانتقادات من محمد بن سلمان، لكنه قد يجد نفسه متهماً في الرأي العام الإماراتي إذا واصلت الإمارات دورها في الصراع، خاصة أن الحوثيين هددوا بمهاجمة بلاده.
ونشر الحوثيون بالفعل تقارير عن ضربات على المطارات في أبوظبي ودبي، في محاولة لإزعاج المواطنين والشركات الدولية، وتعطيل صناعة السياحة الحيوية في البلاد.