كل ما يجري من حولك

الأمم المتحدة : الوضع الإنساني باليمن قريب من الهلاك الجماعي بسبب الجوع والحرب

524

متابعات:

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أن الوضع الإنساني في اليمن قريب من بدء الهلاك الجماعي بسبب الجوع. وحذر مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة في اليمن تسفر عن خسارة هائلة في الأرواح.

و قال لوكوك لأعضاء مجلس الأمن في احاطته التي قدمها في جلسة الجمعة 21 سبتمبر/أيلول 2018 إن الوضع في اليمن يواصل التدهور. مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يخسر الحرب ضد المجاعة في اليمن.

و أكد لوكوك أن الوضع في اليمن تدهور بشكل مثير للقلق خلال الأسابيع الأخيرة. وقال: قد نقترب الآن من نقطة اللاعودة.

كما أكد إن الملايين فقدوا مصادر دخلهم المنتظم بمن فيهم أسر المدرسين و العاملين في المجال الصحي و المياه و الصرف الصحي ممن لم يتلقوا رواتب منتظمة منذ عامين.

و قال لوكوك: الوضع يتفاقم بسبب تطورين حديثين، أولهما الضغوط الهائلة على الاقتصاد التي ترجمت إلى انخفاض قيمة الريال اليمني بنسبة 30%  بما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في سعر الوقود والسلع الأساسية، والثاني هو القتال حول الحديدة.

و أوضح أن تصاعد القتال في الأسابيع الأخيرة حول الحديدة يخنق شريان الحياة الذي تعتمد عليه عمليات الإغاثة و الأسواق التجارية. مشيرا إلى أن ميناءي الحديدة و الصليف، اللذين يصل عبرهما معظم واردات الغذاء، و الطرق المؤدية إلى العدد الكبير من السكان في شمال و غرب اليمن، و المنشآت التي تطحن بها الحبوب قبل نقلها، كلها تمثل البنية الأساسية المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها و التي تعتمد عليها عمليات الإغاثة و الواردات التجارية.

و لفت لوكوك إلى أنه بات من غير الواضح إذا كان هناك أي فائزين في التصعيد الأخير في القتال لكن من الواضح للغاية من هم الخاسرون. مجيبا إنهم ملايين اليمنيين و معظمهم من النساء و الأطفال. وبحسب الأمم المتحدة فإن 22 مليون يمني أي 75% من عدد سكان البلاد، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.

وفي ذات السياق أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم السبت مقتل أكثر من 100 طفل في أرجاء اليمن منذ يوليو. وأضافت ممثلة المنظمة في اليمن ميرتشيل ريلانو أن” هذا الصيف كان الأكثر فتكاً بأطفال اليمن”، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ويوم أمس أعلنت المديرة التنفيذية ليونيسف هنريتا فور في بيان مقتل أو جرح ما لا يقل عن 6500 طفل في اليمن منذ بدء النزاع، مشيرة إلى أن السلام هو الطريق الوحيد القادر على إنهاء سفك الدماء.

يشار إلى أن الأطفال أحد أهم أهداف تحالف العدوان حيث حصد أرواح الألاف منهم في عدة جرائم كانت آخرها جريمة ضحيان ونازحي الدريهمي وهو ما أكدته عدة منظمات دولية.

الي ذلك اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية  النظام السعودي بالسعي لإلغاء تحقيق مدعوم من الأمم المتحدة في ارتكاب جرائم حرب في اليمن منددة بـ”محاولة صارخة لتفادي التدقيق” في سلوك المملكة الخليجية الغنية في اليمن.

وبحسب وكالة فرانس برس قال مدير مؤسسة هيومن رايتس ووتش في جنيف جون فيشر في بيان إن حملة التحالف السعودي لتشويه سمعة وتقويض تحقيقات الامم المتحدة في الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الاطراف المتحاربة في اليمن هي محاولة صارخة أخرى لتجنب التدقيق في تصرفات التحالف في اليمن.

وأضاف لا يمكن لمجلس حقوق الإنسان أن يتحمل خذلان المدنيين اليمنيين. على دول (المجلس) أن تجدد تفويض (التحقيق) أو أن تجازف بمصداقية المجلس.

ويدعم موقف المنظمة الحقوقية، ومقرها نيويورك، طرح قرارين متنافسين بشأن اليمن على الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

ويطالب قرار بقيادة مجموعة من الدول الأوروبية وكندا بتمديد التحقيق لعام واحد، خصوصا بعد ان أكد التحقيق الشهر الماضي التوصل لأدلة على جرائم حرب من جانب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وباقي الأطراف، حد قوله .

في المقابل قدمت تونس نيابة عن مجموعة دول عربية نصا ثانيا لم يشر إلى تمديد التحقيق الدولي ولكنه يدعو اللجنة التي شكلتها حكومة المرتزقة للتحقيق في اليمن رغم عدم مهنية اللجنة وتعرضها لانتقادات لمواصلة دراسة النزاع.

واعتُمد قرار بدء التحقيق للمرة الأولى بعد معركة دبلوماسية استمرت لسنوات. وقد هدّد الدبلوماسيون السعوديون آنذاك بالانتقام عن طريق الاقتصاد من الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار.

وتفاقمت الأوضاع الإنسانية في اليمن منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي في مارس 2015 الذي استشهد وجرح فيه نحون أربعين ألف مدني، بحسب إحصائيات مدنية مستقلة، بالإضافة إلى تدمير العدوان للبنى التحتية في لبلاد، في ظل صمت دولي مطبق.

وفي سياق متصل نظم ناشطون حملة إعلامية  براعية الشركة الإعلامية “Inside Arabia” والتي تسعي من خلال هذه الحملة  إلى رفع مستوي الوعي بالخسائر البشرية للحرب في اليمن ومطالبة الحكومات العالمية باتخاذ إجراءات لوضع حد للحرب.

وأطلقت المجموعة الإعلامية والتي مقرها في واشنطن حملة اعلامية هذا الأسبوع في نيويورك تستهدف قاده العالم في المدينة الذين سوف يحضرون اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ73 . وقالت  اليزابيث مايرز  العضو في  الهيئة الإعلامية”Inside Arabia” “أن الهيئة تملك القوه والموارد والنفوذ للعمل علي مساندة وقف هذه الحرب.
ويتم عرض الصور والرسائل الموجهة على اللوحات الإعلانية والأكشاك وعلى بعض الحافلات السياحية ذات الطابقين الحمراء في مدينة  مانهاتن وأضافت  مايرز: النظر من خلف الحافلة هو بعين الطفل يمني وإذا تمعنت بالنظر عن قرب فهي تعكس علامتين: العلم السعودي والعلم الإماراتي.

وقالت مجلة ذا أمريكان كونسيرفتيف أنة قد تم تجاهل  الحرب علي اليمن وألازمه الإنسانية الناجمة عنها بشده من قبل بقية العالم وكانت استجابة الأمم المتحدة ضعيفة بسبب الدعم  غير المحدود للسعوديين والإماراتيين من قبل  الولايات الأمريكية وبريطانيا والحكومات الغربية الأخرى وأكدت المجلة  ان التغطية الإعلامية الغربية قاصرة منذ بدء التدخل السعودي منذ ثلاث سنوات ونصف السنة ، مما جعل من السهل علي أنصار الحرب الإفلات من التدقيق والمساءلة عن الكارثة التي اوجدوها.

ومن المفترض أن تؤدي الحملة الإعلامية التي تتزامن مع لقاء للجمعية العامة للأمم إلى إحراج بعض الحكومات المسؤولة عن الكارثة في اليمن وقد تتسبب في إبلاء المزيد من الاهتمام بهذه الحرب.

You might also like