كل ما يجري من حولك

“أكرموا الأسرى”.. ثقافة وإنسـانية

723

مطهر يحيى شرف الدين

سينكسِرُ الطغاةُ والغُزاةُ على أعتابِ الساحلِ الغربي وينتشي ذلك البحرُ فَــرَحاً بانتصاراتِ المجاهدين الأحرار على أعداءِ الله الأشرار، ستفخرُ تلك السواحلُ وتشهَــدُ بكمالِ وعظمة المجاهدين وقوتهم وبأسهم وتسامحهم وتعاملهم بمسؤولية دينية وإنسانية تجاه الأسرى من أعدائهم، ستثور تلك الأمواج المتلاطمة على أعداء طالما حاولوا عبثاً أن يعبثوا ويدنسوا شواطئها الصافية.

سينهزمُ الغزاة وستلفُظُهم رمالُ البحر الطاهرة التي لا تقبل الشواذ من الكائنات والجراثيم المتعفنة، ستقفُ حيس والفازة والدرهيمي وغيرها من مديريات محافظة الحديدة شامخة أبية معلنة وقد أعلنتها واقعاً “اليمن مقبرة الغزاة”، سيذكرنا الساحلُ الغربي عندما نراه أَوْ نسمعه بأصواتِ المجاهدين تتردَّدُ في المسامع “أنتو في وجه الله”، فمن كان لدى أي مخلوق إدراك معنى ودلالة تلك العبارات لتحَـرّكت مشاعره وتنبهت جوارحه وتيقظ ضميره، حقيقة وبلا شك أن تلك العبارات خرجت من أفواه المجاهدين وَتحمل في مضمونها جوهرَ الدين الإسلامي والأخوّة والألفة والسكينة التي سيشعر بها الأعداء فور استسلامهم للمجاهدين الأحرار الذين استلهموا التعامل واكتسبوا السلوك القرآني من الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله، تلك المدرسة الحسينية التي تعلم أعداء الإنسانية معنى الإنسانية وما فيها من تراحم وتسامح ومبادئ ومثل وقيم وتعامل يجسد جوهر الدين الحقيقي، حينئذ وفي ذلك الموقف العظيم الذي أبداه المجاهدون كيف سيكون وقعُ هذه الكلمات في نفوس أولئك الأعداء ومدى أثرها وعمقها، كيف ستكون ردةُ فعلهم والحِقد والبُغض والكراهية قد ملأت قلوبُهم ونفوسهم الساقطة المدنَّسة وهم من يقتلون الأسير ويمثلون به ويعذبونه ويتفننون في أساليب التعذيب، كيف سيكون موقفهم ورجال الله المجاهدون يقولون في إشارة لأعدائهم “أكرموا الأسرى” وهم من يرضون ويسكتون ويتعاطفون مع الغزاة المغتصبين للأطفال والنساء المنتهكين لحرمات الله؟!، كيف يرون أنفسهم أمام تعامل المجاهدين معهم وهم يقولون حين أسرهم للأعداء “معاملة حسنة” حينئذ وبلا أدنى شك سيحدثون أنفسهم قائلين من أية مدرسة تخرج أولئك الرجال الذين يواجهون ترسانة عسكرية عالمية؟، ومن أين أتوا بذلك الثبات والروح القتالية التي لا تنهزم والتي حملت ذلك السلوك وتلك الثقافة التي لا توجد في قواميسهم ولا في بيئتهم ولا في حاضنتهم؟.

 تلك الأدوات والقفازات التي سلمت نفسها وخضعت وانتكست وفضلت أن تبتَعِـدَ عن أصنامِها وتقترِبُ وهي أسيرةٌ من عباد الله المؤمنين ستدركُ يقيناً وقد أدركت مدى عبثية العدوان وهمجيته ومدى تخبُّط قاداتها وسوءة أفعالهم ودناءة سلوكهم وتصرُّفاتهم الحقيرة، ما يحدُثُ من مشاهد أسر المرتزقة وطبيعة ذلك التعامل إنما هو الطريقُ الصحيحُ إلى تأييد الله ونصره وتمكينه لعباده المجاهدين، ولن يكونَ ذلك إلا لمَن آمن بالله وعمل صالحاً وَاعتصم بالله وتمسَّك بحبله المتين ودافَعَ عن أرضه وعِرضه وقاتَلَ في سبيلِ اللهِ حتى النصر المبين.

You might also like