قتلى وجرحى في اشتباكات فصائل السلفيين والإصلاح بتعز
متابعات:
بعد هدوء حذر، عادت مدينة تعز لتشهد، الأربعاء، مواجهات عنيفة، وبمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، بين قوات تابعة للقيادي السلفي المدعوم إماراتياً «أبو العباس»، وقوات تابعة لقيادة «محور تعز».
وأفادت مصادر محلية مطلعة، لـ«العربي»، بأن «الاشتباكات اندلعت بسبب قيام مجاميع تابعة لقيادة المحور، بمحاولة إختطاف، علاء العزي، شقيق نائب قائد كتائب أبو العباس، عادل، وعلى إثره اندلعت مواجهات بين مرافقي العزي، ومجاميع قيادة المحور، في شارعي المصلى والعواضي».
وأكدت المصادر أن «الإشتباكات أسفرت عن مقتل أحد عناصر كتائب أبو العباس، يُدعى فارس أحمد العديني، وإصابة عنصران آخران، وأربعة مدنيين»، لافتة الانتباه إلى أن «هناك حالة كبيرة من الذعر والهلع في أوساط الأطفال والنساء، وسط أحياء المدينة، جراء تلك المواجهات».
وأشارت إلى أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الطرفين»، ووفق المصادر، فإن «المواجهات اندلعت بعد نصف ساعة، من نجاة علاء العزي، قائد الكتيبة الرابع التابعة لكتائب أبو العباس، من محاولة اغتيال في منطقة الضباب، غربي المدينة، وإصابة ثلاثة من مرافقيه».
وفي السياق، قال المركز الإعلامي لـ«كتائب أبو العباس»، في بلاغ نشر على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، إن «قائد الكتيبة الرابعة في كتيبة جبهة الكدحة، علاء العزي، تعرض صباح الأربعاء، أثناء عودته من الجبهة لكمين في منطقة الضباب».
وأضاف البلاغ، أن «العزي تعرض لإطلاق نار كثيف من كل إتجاه، نجأ منه ولم يصب بأي أذى»، مؤكداً أن «الكمين أسفر عن إصابة عدد من مرافقين العزي».
وأوضح البلاغ، أنه «بعد نصف ساعة من تعرض قائد الكتيبة الرابعة للكمين وعودته إلى المدينة، هاجمت ميليشيات مسلحة المدينة القديمة، وكثفت تلك المليشيات من انتشار أفرادها حول باب موسى».
ولفت البلاغ الانتباه، إلى أن «قناص الإصلاح والمتمركز في المباني المرتفعة المطلة على باب موسى والباب الكبير، يضرب وبشكل كثيف على الشوارع والأحياء المؤدية إلى المدينة القديمة»، مشيراً إلى أن «الاشتباكات ما تزال مستمرة، وبشكل عنيف».
ودعا البلاغ، جميع القاده والأفراد إلى «رفع الجاهزية والرد على من يعتدي عليهم». وطالب قيادة المحور بـ«سحب مليشياتها المنتشرين، والقناصة التي على أسطح العمائر المحيطة بباب موسى وتحكيم العقل».
وناشد البلاغ، المحافظ بـ«سرعة التدخل ووقف التدهور الأمني الحاصل، وسرعة العودة إلى الوضع السابق قبل شهر أبريل 2018».
وفي المقابل، أفاد قائد عمليات «اللواء 17 مشاة»، العقيد عبده حمود الصغير، في حديث إلى «العربي»، بأن «أحد أفراد أبو العباس تعرض لإطلاق نار في خط الضباب، وجاء إلى عندنا إلى مقر اللواء 17 مشاة، وحركنا معه 50 فرداً من أفراد اللواء بعدة أطقم ومدرعة للتفتيش عن الأفراد الذين قاموا بإطلاق النار عليه».
وأضاف العميد، أنه «وبعد أن قاموا بعملية البحث والتحري، لم يجدوهم، فعاد أفرادنا وتحرك طقم أبو العباس إلى داخل المدينة». وأكد الصغير، أنه «ليس لنا أي علاقة بالاشتباكات الحاصلة في المدينة إطلاقاً»، لافتاً الانتباه إلى أن «الاشتباكات في المدينة اندلعت قبل الظهر، تطورت بشكل كبير، وليس لدينا أي معلومات عنها».
ونفى قائد العمليات العميد، عبده حمود، «علاقته بأي تحرك عسكري ضد أفراد أبو العباس أو غيره في تعز». ونوه الصغير، إلى عدم التعامل مع الأخبار الكاذبة التي تناقلتها بعض المواقع الإخبارية والناشطين»، موضحاً أن «الإشتباكات التي دارت اليوم هي بين قوات اللواء 17 مشاة، وكتائب أبو العباس، وأن مجاميع أبو العباس تعرضت لإطلاق نار من قبل قوات اللواء 17 مشاة». ودعا الصغير، إلى «تحري المصداقية والموضوعية في نقل الأحداث».
ويرى مراقبون، أن «تعز تحولت اليوم وبسبب تقاطعات أجندة الفصائل الموالية لحكومة هادي، التابعة للحركة السلفية، الموالية للإمارات من جهة، وحركة الإخوان المسلمين التي يمثلها حزب التجمع اليمني للإصلاح، والموالية لقطر من جهة ثانية، إلى ساحة للصراعات الداخلية، بعد أن تمدد نفوذها هذه بدعم من دول التحالف العربي وحصدت الكثير من الأموال والسلاح والذخيرة التي كانت تتدفق للمدينة باسم معارك التحرير». ولا يستبعد المراقبون، «استمرار الصراع والمواجهات المسلحة، بسبب تدفق الدعم الإماراتي لبعض الألوية والفصائل مقابل استعداد حزب الإصلاح تحت عباءة الجيش الوطني لكسر شوكتها عسكرياً».
(العربي)