كل ما يجري من حولك

الوضع الإنساني في #الحديدة بين العدوان والتحذيرات الدولية

335

متابعات:

بدأ هجوم تحالف العدوان السعودي ضد الحديدة قبل شهرين وسط إنفعال دولي وبلغ ذروته في الأيام الأخيرة بقصف مستشفى  الثورة العام بالحديدة الذي أدى الى أستشهاد نحو 55 شخصاً و إصابة اكثر من 170 جريحاً.

بعدَ العملياتِ العسكرية الموفقة التي شنتْها القواتُ اليمنية المشتركة  ضد البارجاتِ السعوديةِ والإماراتية في البحر الاحمر رداً على الجرائمِ والانتهاكاتِ التي ترتكبُها بحق اليمنيين عادتْ السعوديةُ وحليفتُها الإمارات للإنتقام من المدنيين حيثُ واصلَ طيرانُها غاراتهِ المكثفةَ على المؤسسات المدنية في محافظةِ الحديدة شمالَ غربي البلاد ودمرَ العديدَ من المصانعِ والمنشآتِ الحيوية بينَها مشروعُ المياه ما أدى الى انقطاعِ المياه عن المدينة كما دمرَ عدداً من المصانع أبرزُها مصانعُ مرتبطةٌ بالغزل والنسيج. الغاراتُ الانتقامية هذه لم توثرْ في عزيمةِ اليمنيين حيثُ أكدَ ابناءُ الحديدة على الصمود والمقاومة بوجهِ الغزاةِ والمرتزقة.

وقبيل الهجوم حذرت مختلف المنظمات الإنسانية المحلية والدولية من تداعيات هذا الهجوم حيث قالت مجموعة الأزمات الدولية من أن الحرب على اليمن ستدخل مرحلة جديدة “أكثر تدميراً إذا حاولت القوات المدعومة من أبو ظبي والرياض السيطرة على الحديدة”. كما دعت واشنطن إلى عدم منح الضوء الأخضر لحلفائها.

مجموعة الأزمات قالت إن المعركة في الحديدة ستجعل اليمن يدخل على نحو أوسع في ما يمثل أسوأ أزمة انسانية في العالم.

من ناحيتها أبدت الأمم المتحدة قلقها من التصعيد العسكري للتحالف السعودي في الحديدة الساحلية وقالت إنه “سيخلف عواقب خطيرة على الوضع الإنساني الصعب في اليمن وسيؤثر على جهود استئناف المفاوضات السياسية” مضيفة أن “معظم اليمنيين يعلّقون آمالهم على انتهاء الحرب الدائرة على بلادهم عن طريق المفاوضات السياسية.

المبعوث الأممي إلى” اليمن مارتن غريفيث قال إن التصعيد العسكري في ‎الحديدة “مقلق للغاية” وكذلك تأثيره على الصعيدين الإنساني والسياسي.

وقال فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة اننا “نخشى أن يؤدي تصاعد القتال في اليمن لتدفق لاجئين على منطقة القرن الأفريقي” وأضاف غراندي “لا نرى أي حل عسكري في اليمن” كما حثّ أطراف الأزمة في اليمن على العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن.

ودعت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف) إلى تجنب هجوم على الحديدة وأكدت المديرة التنفيذية في بيان لها أن ما لا يقل عن 300 ألف طفل يعيشون في الحديدة ومحيطها منبهة من أن خنق شريان الحياة المتمثل في ميناء الحديدة ستكون له عواقب مدمرة على 11 مليون طفل يمني كما جددت التأكيد أن 11 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

لکن بالرغم من کافة هذه التحذيرات فان تحالف العدوان بدا الهجوم على الحديدة مما أدى الى تفاقم الأوضاع الإنسانية فيها ونزوح الأهالي وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 35 ألف أسرة نزحت من محافظة الحديدة هربا من القصف المدفعي والجوي للعدوان السعودي المستمر وأضافت المنظمة الدولية في تقرير إن عشرين ألفاً من الأسر النازحة تلقت مساعدات مشيرة إلى أستمرار القصف المدفعي المكثف والغارات الجوية في مديرتيْ التُحيْتا وزَبيد في المحافظة.

وتتزايد أعداد النازحين مع توسع رقعة المعارك في محافظة الحديدة حيث هاجم العدوان السعودي الإماراتي مؤخرا بلدة التحتيا وتضمن تقرير أوردته وكالة رويترز شهادات لسكان فروا من المدينة حیث راو الفارون ما عاينوه من قتال وقصف متواصل شاركت فيه طائرات الأباتشي.

وفي الرابع من شهر تموز/ یولیو قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إن 121 ألفا من سكان الحديدة نزحوا منذ 1 يونيو/حزيران بينما لا يزال نحو نصف مليون داخل مدينة الحديدة وتوجه النازحون إما إلى صنعاء ومدن خاضعة للجیش واللجان الشعبیة شمالي البلاد أو إلى مناطق أكثر أمنا بالساحل الغربي لكنهم منعوا من دخول المناطق التي تسيطر عليها قوي ومليشيات تحالف العدوان .

وأعلن المركز اليمني لحقوق الإنسان في موتمر صحفي بتاريخ 2 أغسطس 2018 بمحافظة الحديدة عن تدهور الوضع الإنساني في إطار عمليات دول العدوان العسكرية لاحتلال محافظة الحديدة واشار المركز في تقريره الى الوضع الإنساني لمحافظة الحديدة وتعمد قتل المدنيين واستهداف المنشاءات العامة والخاصة والبنى التحتية والتهجير القسري … إلخ كما أورد التقرير إحصائيات عن عدد القتلى والجرحى من المدنيين الذين استهدفتهم طائرات قوات تحالف العدوان والتي تلخصت في ضحايا محافظة الحديدة من المدنيين بحسب النوع :…

– النساء: قتيل 305

– جريح: 219

– الأطفال: قتيل 693

– جريح: 486

– الرجال: قتيل 2483

– جريح: 3031

كما أورد التقرير جدول بأهم المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين في الأماكن السكنية والمصانع والمزارع وأماكن الصيد والمزارع … في محافظة الحديدة منذ بدء العدوان في مارس 2015 وقدم التقرير إحصائيات عن حجم المنشآت المدمرة والمتضرر جراء قصف عدوان دول التحالف في محافظة الحديدة وفي المناطق الساحلية.

وأدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلسلة الهجمات التي شهدتها مدينة الحديدة الساحلية والتي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين وأكد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن يوهانس بريوير أن عدم احترام حياة المدنيين والأعيان المدنية أمر غير مقبول على الإطلاق وقال “المشاهد التي تصلنا من الحديدة مروعة وأصبح تجاهل القانون الدولي الإنساني لا يحتمل.”

وأضاف “بموجب القانون الدولي الإنساني يجب احترام وحماية السكان المدنيين والعاملين في المجال الطبي وسيارات الإسعاف والمرافق الطبية في جميع الظروف، ويجب تسهيل عمل الموظفين الطبيين.”

وشجب الاتحاد الأوروبي بشدة الاعتداءات المتكررة على المدنيين في الحديدة مؤكدا أن الحرب على اليمن خلفت “أسوأ كارثة إنسانية في العالم” وقال الاتحاد في بيان إن الحرب على اليمن “خلّفت أسوأ كارثة إنسانية في العالم جعلت 22 مليونا بحاجة للمساعدة” مؤكدا أن الحل الوحيد الذي من شأنه وضع حد لمعاناة الشعب اليمني هو تسوية سياسية .

واكد القيادي في الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان وضاح المودع ان الحديدة هي من بين 15 محافظة يمنية واقعة تحت سلطة الحكومة في صنعاء وثلاث اكبر المحافظات اليمنية التي ترتكب ضدها المجازر وان الحديدة هي من اكثر محافظات اليمن فقرا وهي اكثر مدينة تواجه قصف العدوان لفقرائها.

وقال المودع: “لايستطيع أهالي الحديدة التنقل بحرية وان العدوان يحاول طمس اثار الجريمة بمحي اثارها ولايمكن العثور على الصواريخ الا ماندر وربما ان القدرة التي كنا نحققها وبعض المنظمات الدولية كنات الى حد كبير جيدة لكنها لم تحقق مئة بالمئة من إجمالي الجرائم التي أرتكبت في الحديدة طالما العدوان مستمر فإنه لايمكننا حاليا إحصاء وتوثيق هذه الجرائم ونقوم بتوثيقها كحالة اولى لحين إنتهاء العدوان على اليمن ثم بعد ذلك نذهب الى مرحلة مابعد التوثيق وهي مرحلة الملاحقات القضائية من ما لاشك فيه أنه ثمة عوائق قانونية شديدة لتحريك الدعاوي الجنائية أمام المحاكم الدولية”.

من جانبه قال الناشط السياسي سيف علي الوشلي ان قصف الحديدة يعبر عن الحالة النفسية المتوترة للنظام السعودي والإماراتي جراء العمليات اليمنية التي كانت نوعية والتي حولت اليمن من البلد المدافع الى البلد الماهجم والتي حولت النظام الإماراتي أيضاً من النظام المهاجم الى النظام المدافع.

وأوضح الوشلي ان النظام السعودي والامارات تفاجئ بان يقوم اليمن بالهجوم بدل الدفاع ولم يستطيع النظام السعودي والإماراتي أن يتصور هذا الأمر وكان معاكسا لكل التصورات التي كان يعتقدها ويظنها النظام الاماراتي والنظام السعودي.

وأكد ان النظامين السعودي والإماراتي كانا يظنان بان اليمن بات على شفى الانهيار والخضوع والرجوع لكنه فاجئ الرياض وأبو ظبي وهذا ما أكده الخبراء العسكريون في الشرق الاوسط والذين باتوا يتحدوث عن تغيير معادلة لم تكن متوقعة لدى الجميع.

أخيراً ..الغارات الهستيرية والجرائم والمجازر التي يرتكبها تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي لن توثرْ في عزيمةِ اليمنيين حيثُ أكدَ ابناءُ السعيدة على الصمود والمقاومة بوجهِ الغزاةِ والمرتزقة.

You might also like