كل ما يجري من حولك

الأوراق النقدية الأخطر من قنابل العدوان

435

 

زيد البعوة

تعامَلَ البعضُ من الناسِ مع العُملة النقدية الورقية اليمنية التي طُبعت مؤخراً من قبل العدوان بدون تأمين من فئة 1000 وفئة 500.. تعاملوا معها بشكل عادي وكأن الموضوعَ ليس مهماً وكأن الأمرَ طبيعيٌّ على الرغم أن هذه الأوراقَ النقدية تمثّلُ خطورةً كبيرةً على الجانب الاقتصادي اليمني..

ليس غريباً على البعضِ من الناس أنْ لا يهتمَّ للموضوع الاقتصادي حتى وإن كان في ذلك خطورة عليه فالبعض من اليمنيين للأسف الشديد جعلوا من أنفسهم مجرد أحذية للعدوان يقتلون في سبيلِ الشيطانِ وفي خدمةِ مَن يعتدي على وطنهم ويقتل شعبَهم؛ لهذا فمن الطبيعي أن لا يلتفتوا لموضوع العُملة التي طُبِعَت بدون تأمين والتي خطورتها على اليمن توازي الخطر العسكري؛ لأنها تنهك وتدمّـر الاقتصاد اليمني..

وكما هو معروفٌ أن العدوان جعل من الجانب الاقتصادي سلاحاً ووسيلةً لإركاع الشعب اليمني، فهم يحاصرون اليمن براً وبحراً وجواً وهم يفرضون علينا حصاراً اقتصادياً شاملاً وهم مَن نقلوا البنك المركزي إلى عدن، وهم من يحاربون العملة اليمنية وهم من يمنعون الغذاء والدواء من أن يصلَ إلى الشعب اليمني ويبحثون عن أية وسيلة تمكّـنهم من أن يجعلوا اليمنيين يصلون إلى مرحلة الجوع والفقر والمرض والاستسلام إنِ استطاعوا، وما طباعةُ العُملة فئة 500 وفئة 1000 بدون تأمين إلّا محاولة لإضعاف العُملَة اليمنية أمام الدولار وكذلك إضعافها في السوق العالمية حتى يصبح الريال اليمني مجرد ورق لا قيمة لها وفي نفس الوقت يسعون إلى سحب ما تبقى من العملات وما تبقى من الأموال التي تحافِظُ على العُملة وعلى القُدرة الشرائية وعلى تماسِك الجانب الاقتصادي..

ومن لا ينتبه لهذا الخطر الكبير فهو يساهم في جوع نفسه وشعبه وإفقار بلده لمصلحة العدوان طبعاً بالنسبة لهادي وحكومته العميلة هم لا يهمهم ذلك، فهم باعوا اليمن أرضاً وإنساناً لدول العدوان بدون مقابل فكيف سيهتمون بالمواطن اليمني؟ وكيف سيهتمون بالجانب الاقتصادي وهم من منحوا العدوانَ شرعيةَ احتلالِ واستعمارِ اليمن؟.

إذا كانوا طبعوا مئاتِ المليارات من هذه الأوراق النقدية غير مؤمّنة وهم في نفس الوقت مَن يمنعون صرف رواتب الموظفين وهم من يمنعون المواد الغذائية من الوصول إلى الشعب اليمني وهم من يغلقون المطاراتِ فعلينا أن نتساءل: لماذا طبعوا كُـلَّ هذه المليارات؟..

منذُ أن تم توزيعُ هذه الأوراق النقدية غير مؤمّنة والتي هي مجرد أوراق لا قيمة لها لاحظنا ولاْحظ الجميع ارتفاعاً في الأسعار في مختلف المواد الغذائية وفي نفس الوقت لاحظنا أن الدولار ارتفع أمام العملة اليمنية ولاحظنا أن الجانب الاقتصادي تدهور بشكل ملحوظ ومعروف أنهم وزّعوها عبر عملاء لهم وعبر الحوالات والصرافة حتى تدخلَ إلى جيب كُـلّ موطن يمني وتُسهِمُ في إضعاف القدرة الشرائية للمواطن اليمني في الجنوب والشمال..

لهذا لقد كان قرار حكومة الإنقاذ بمنع تدول هذه الأوراق النقدية قراراً صائباً ولمصلحة اليمن واليمنيين حتى لا يصل الأعداء إلى أهدافهم وكما هو معروفٌ أن المعركة شاملةٌ مع العدوان وأن الجانب الاقتصادي جانبٌ مهمٌّ وحسَّـاس، والمسئوليةُ اليوم في التصَـدّي لهذا الخطر هي الجميعِ الحكومة والمواطن.

You might also like