عن اللصوص.. أدوات التصحر
علي المؤيد
اللصوصيةُ التي تحتلُّ درجةً مشينةً في تراتبية قائمة الحضيض المتجذرة في نفسية قرناء قرن الشيطان ومن إليهم من ذقون فضائحية وَطبول تمشي على قدمين.. أدوات التصحر الذين سرقوا الثورات والثروات.. سرقوا التراثَ والقدراتِ، انتهبوا الفلكلور والمخطوطات، انتحلوا -ببؤس ووقاحة- بطولات رجال الرجال فزعموا بهتاناً أنهم حملوا المروءةَ والناموسَ على أكتافهم شموخاً، ومثلُهم لا يحملُ إلا الأوزارَ على الأوزار، سرقوا بُثَينة.. سرقوا حتى الوجعَ، سرقوا دماءَ دم الأخوين و”سين” سقطرى، سرقوا نمورَ “وادعة” العربية وشواهين “هيلان” وما بين الصدفين من رمزية مختومة بين البلقين الأيمن وَالأيسر، سرقوا ابتسامات لا تُحصَى.. سرقوا المنفى.. وسرقوا موطنَ أخيلة المنفيين، سرقوا حُمرةَ عيون بعض “حمران العيون” وسرقوا ما سرقوا ليجفَّ العرقُ تَمَـاماً في ملامح بعض الوجوه التي لم تعد تخجل من ذكريات الذكريات وعلى شاكلة أدوات التصحر تسترسل أدوات الأدوات في امتهان السرقات بدءا بسرقة المؤسّسات ومروراً بتقمص زئير الليث عيسى ولطف القحوم وزوامل الثبات والصمود والتحدي وليس انتهاءً بسرقة مفردات كُـلّ لازمة جهادية بحذافيرها، فسرقوا حتى هتافات المجاهدين أمثال: فوقهم يا رجال/ شردوا شردوا/ يا الله سدّد… إلخ!!
وعلى كُـلّ حال ينسى اللصوصُ دائماً شيئاً ما يدمر مخططاتهم بالكامل.. ولكن أغبى اللصوص نسي أشياءَ كثيرة لا تقل عن “سيل العرم” اندفاعاً وعنفواناً.. ونسوا كذلك أنه حيثما كانت أرواحُ التفاصيل اليمانية الأثيرة فلا بد أن تكون اليمن.
ونسوا أن لـ “لسبأ” اليومَ “أيدٍ” باليستية طولى ولا عزاء لِأقزام التأريخ.