السعودية تروج للتطبيع مع “إسرائيل” عبر صحافتها.. والأخيرة ترحب من شدة الفرحة!
متابعات:
رحّب كيان الاحتلال الإسرائيلي أمس، بمقال لكاتب سعودي دعا فيه إلى التطبيع مع “إسرائيل” مقابل تطبيق المبادرة العربية للسلام.
المقال الذي نشر في صحيفة “الخليج” الإلكترونية التابعة للنظام السعودي تحت عنوان “نعم لسفارة إسرائيلية في الرياض وعلاقات طبيعية ضمن المبادرة السعودية”، رحّب الكاتب “دحام العنزي” بدعوة عضو الكنيست الإسرائيلي يوسي يونا، لولي عهد النظام السعودي “محمد بن سلمان” إلى زيارة الكيان المزعوم، وإلقاء خطاب في الكنيست كما فعل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات.
وكتب: “نعم أتفق مع عضو الكنيست في دعوته هذه، وعلى نتنياهو إذا أراد أن يصبح شريكاً حقيقياً في صناعة السلام أن يوافق على المبادرة العربية، وأن يدعو كبير العرب وقائد العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية”، مضيفا: “لا أعتقد أن صانع سلام مثل محمد بن سلمان سيتردد لحظة واحدة في قبول تلك الدعوة إذا اقتنع أن هناك رغبة إسرائيلية حقيقة في السلام”.
كما هاجم الكاتب المزعوم ما وصفه بـ”الحركات الإسلامية المتطرفة” التي ترتزق بالقضية الفلسطينية وتتاجر بدماء الفلسطينيين.
وعقب نشر المقال، سرعان ما شاركه حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لخارجية الكيان الإسرائيلي على “تويتر”، معلّقاً على ما ذكره الكاتب بالقول: “نرد عليه أن يد إسرائيل ممدودة للسلام إلى كل دول الجوار”.
ويأتي موقف العنزي تأكيداً واضحاً لما تحدثت عنه القناة السابعة العبرية الشهر الماضي، من دعوات يطلقها بعض الأكاديميين السعوديين لفتح سفارة سعودية في القدس المحتلة وسفارة إسرائيلية في الرياض، في إطار عملية تطبيع شاملة، تتضمن “تغيير المناهج التعليمية في المدارس العربية حول الديانة اليهودية، وتغيير الثقافة العربية تجاه “إسرائيل”، والعمل على قبولها نفسياً”.
وأشارت القناة العبرية إلى وجود ربط بين دعوات التطبيع هذه وسعي السعوديين لمواجهة “الطموح الإيراني” في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما شدد عليه الإعلام الإيراني أيضاً، حيث كشفت قناة العالم قبل سنتين ونصف عن تغريدة لذات الكاتب، دحام العنزي، حث فيها السعودية “بصفتها قائداً للأمتين العربية والإسلامية”، بحسب زعمه، على التعاون مع “إسرائيل” شرط التزامها بمبادرة السلام العربية، لتحجيم “خطر العدو الفارسي”.
وأضاف: “هدفنا طرد سفراء العدو الإيراني من بلاد العرب وتدمير برنامجهم وقيام دولة فلسطين والتزام إسرائيل بحدود 67 وقدس عربية مقابل سفارة إسرائيل بالرياض”.
لكن التعليقات في شبكات التواصل الاجتماعية على مقال العنزي، الذي أعاد نشرها الكثير من وسائل الإعلام العربية، توحي بأن قبولاً عربياً، وحتى سعوديّاً، بفكرة فتح سفارة إسرائيلية في بلد الحرمين الشريفين، لا يزال أمرا بعيد المنال.
فيما اتهم قراء صحيفة “الخليج” نفسها العنزي بـ”الخنوع والذل والارتماء في أحضان أعداء الله وكره أهل الإسلام”، مستغربين “الكم الرهيب من المغالطات والمهاترات وقلبك للحقائق والأمور التي ألقيت بها هنا غير مبالٍ لا بدينك (إن كان لك دين) ولا ثقافتك ولا لشعبك العربي الأبي”، معتبرين أنه لا يمثل إلا نفسه وقلة أمثاله: “أنت واحد وربما كنتم آحادا في مجتمع مسلم يدين بدين الله ويعمل بكتابه وسنة نبيه”.
في حين وصف الصحفي الإماراتي عبد الله رشيد العنزي وغيره من “مدعي الليبرالية” بأنهم “مجموعة بسيطة المسخ من جهلة الأمة الذين لا هوية لهم ولا ينتمون لقيم ومبادئ الأمة الإسلامية”.
ولم تظهر بين التعليقات إلا أصوات نادرة تؤيد طرح التطبيع مقابل السلام وفق المبادرة العربية، ومنددة بدور التنظيمات الإسلامية ولا سيما “التمدد” الإيراني.