الصـورة الخفيـة لدويلـة «الإمـارات» فـي اليمـن
متابعات:
قال الكاتب الأمريكي أندرو برينان، إن دويلة الإمارات تطوّق منطقة جنوب الجزيرة العربية وشرق إفريقيا، بشبكة من القواعد العسكرية، تحت غطاء محاربة النفوذ الإيراني، مشيراً إلى أن خطط أبوظبي أكبر من ذلك بكثير.
وأضاف الكاتب -في مقال بصحيفة «آسيا تايمز»- أن أبوظبي تروّج لنفسها من خلال وسائل إعلامها، باعتبارها دولة مستقرة ومنفتحة ومتسامحة، وأنها ليست محتلة ولا مثيرة للمشاكل، لكن نظرة فاحصة على مشاريعها في اليمن والصومال وغيرها، تنفي عن الإمارات صورة المساعد الشهم، وتفضح الإمبراطورية التي تبنيها.
وأوضح أن إمارة محمد بن زايد تتدخل في الصومال، وترعى حركة انفصالية جنوب اليمن، تلك الدولة التي تعاني استقطاباً وضعفاً، وجدت فيها الإمارات فرصة للتدخل.
وتابع الكاتب أن شركة موانئ دبي العالمية خسرت جزءاً كبيراً من استثماراتها في الموانئ اليمنية، وأيضاً في مناجم الذهب في اليمن، عندما صعدت حكومة هادي للسلطة.
وأكد أن أبوظبي عملت على توسيع الشقاق في اليمن، عبر دعم الحركات الانفصالية والميليشيات في شرق وجنوب البلاد، ونشرت قواتها العسكرية في موانئ محددة مثل المكلا والمخا.
أما في إفريقيا -يتابع الكاتب- فالعمل الإماراتي أكثر سرية ودهاء، فقد شرعت في عقد صفقات مع محافظات حكم ذاتي في الصومال، خاصة أرض الصومال وبونتلاند.
ولفت بشكل محدد إلى محاولة موانئ دبي إقامة مشروع بقيمة 422 مليون دولار في بربرة الصومالية، وإنشاء قاعدة عسكرية به، بالإضافة إلى توقيع صومالي لاند اتفاقاً ثلاثياً مع الإمارات وإثيوبيا، في إجراء شديد الازدراء لحكومة مقديشو المركزية.
واستطرد الكاتب، أن الاتفاق لاقى معارضة شديدة من الصومال، التي ألغت اتفاق موانئ دبي، لأنه تم دون إذن من مقديشو، ومثّل اعتداء على سيادتها، بالإضافة إلى تعرض مصالح الإمارات في دولة جيبوتي المجاورة لضربة، عندما طردت جيبوتي موانئ دبي من إدارة أكبر ميناء فيها.
ويرى الكاتب، أن أبوظبي تعزز نفوذها في خليج عدن والقرن الإفريقي، لتوسيع حضورها البحري من خلال استخدام ميناء عصب بإريتريا، والمكلا وجيبوتي وبربرة، لإقامة إمبراطورية تجارية وطاقوية تحت ذريعة مواجهة إيران، لكن أهم نقطة في هذه الموانئ كلها هي الاستيلاء على جزيرة سقطرى اليمنية.
ولفت الكاتب إلى أن وكلاء الإمارات في اليمن باتوا خارجين عن الأجندة السعودية، ما يعني أن ثمة قراراً كبيراً سيُتخذ في الفترة المقبلة، مضيفاً أن أهداف السعودية وأبوظبي متباينة في اليمن، فالأولى تريد منع تمدد الحوثيين، بينما ترغب الثانية في تقسيم اليمن والسيطرة على موانئه عبر الاحتلال المباشر.
ويرجح الكاتب أن يؤدي طموح بن زايد إلى إثارة عداء بن سلمان، ويعكر صفوة العلاقة بينهما، بالضبط كما حدث مع قطر.
وختم الكاتب بالقول، إن الرياض ربما تكتشف أن طموحات الإمارات تتنوع وتحقق مكاسب، بينما ينفق السعوديون الدماء والأموال في قتال الحوثيين وقتل المدنيين.