كل ما يجري من حولك

كيف تم تدمير قاعدة تجسس صهيونية سرية في الجولان؟ + (صور وخرائط ميدانية)

719

متابعات:

عندما استهدف الصهاينة في لیل الثلاثاء الماضي مواقع القوات السورية في القنيطرة، لعلهم لم يكونوا يتوقعون ان يتلقوا ردا قاطعا، الا ان هناك خططا خاصة للجيش السوري تم تنفيذها للرد، حققت ضربات مدمرة في مواقع العدو.

كان الكثير يتساءلون: لماذا لا يتم الرد على هجمات الكيان الصهيوني على سوريا؟ وقد تردد هذا النوع من التساؤلات في الفترة الاخيرة في مختلف التحليلات في وسائل الاعلام وشبكات الفضاء الافتراضي.

ففي ليل الثلاثاء، عندما استهدف الصهاينة مناطق جنوب دمشق، تصاعدت حدة هذه الانتقادات، حتى ان بعض الاشخاص أبدوا قلقهم بشأن ازدياد جرأة الصهاينة في ساحة الحرب.. الكثير من هذه الانتقادات كانت ناجمة من قلة المعرفة عن الحقائق الميدانية في سوريا، ما ادى الى الايحاء بأن جبهة المقاومة لم تخطط للرد على اعتداءات الصهاينة.

وفي الحقيقة لا ينبغي ان ننسى ان الجيش السوري وخلال الشهر الماضي، كان ينفذ عمليات كبرى في إخلاء المناطق التي كان الارهابيون يسيطرون عليها في أطراف دمشق، وكان منشغلا بنقل 30 ألفا من الارهابيين مع عوائلهم الى المناطق الشمالية، هذه العمليات التي أدت إلى إعادة الامن بنسبة 99 بالمائة الى العاصمة السورية.

ووفق ما اعلنته مصادر ميدانية، فإن سوريا أعدت مع حلفائها خطة شاملة وتامة للرد على الصهاينة، الا أنها أرجأت توقيت الرد الى ما بعد نقل الارهابيين، لئلا يكون هنالك أي خطر داخلي يهدد العاصمة.

وعندما عاد الهدوء الى محافظة دمشق بعد 7 أعوام من محاربة الجماعات الارهابية، وسيطرت القوات السورية على الوضع في العاصمة تماما، بدأ العد العكسي لتنفيذ الخطة الخاصة التي أعدت في غرفة العمليات المشتركة للجيش السوري وجبهة المقاومة، لأنه لم يعد تواجد للإرهابيين في دمشق، وأصبحت آلاف من القوات السورية مطلقة اليد للرد على أي عدوان خارجي.

وفي اللحظات الاولى من يوم الثلاثاء الماضي، وعندما عاود الصهاينة استهداف مواقع القوات السورية في محافظة القنيطرة (بلدة البعث وخان ارنبة)، لعلهم لم يكونوا يتوقعون ان يواجهوا ردا قاطعا؛ الا ان الوضع تغير 180 درجة، وتم تنفيذ مخطط الجيش السوري للرد، لأن دمشق لم تعد في معرض أي خطر داخلي، وقد آن الأوان للرد على التهديدات الخارجية.

وفي الخطوة الاولى، أطلقت وحدات الجيش السوري 53 صاروخا نحو القواعد العسكرية والمقرات السرية والاستخباراتية في الجولان المحتلة.. الامر الذي فاجأ الصهاينة الذين لم يكونوا يتوقعون هذا الرد القاطع.

وللرد على هذه الضربات، شنت 7 طائرات صهيونية غارات على سوريا، أطلقت عدة صواريخ على محافظتي دمشق والقنيطرة، وفي المرحلة الثانية زاد الصهاينة من عدد الطائرات، واستهدفوا محفاظة حمص إضافة الى دمشق والقنيطرة.

وفي الخطوة الثانية، أطلقت وحدات الجيش السوري 12 صاروخا تكتيكيا على مواقع الصهاينة في الجولان المحتلة (جبل الشيخ)، وكبدوا القوات الصهيونية خسائر فادحة.

وبالتزامن مع الهجمات الصاروخية السورية على الاراضي المحتلة، زاد الكيان الصهيوني من عدد طائراته الحربية لتصل الى 28 طائرة، التي عاودت استهداف محافظات دمشق وحمص والقنيطرة.

وفي المحصلة، أطلقت الطائرات الحربية الصهيونية 60 صاروخا بما فيها صواريخ سبايك، واطلقت الوحدات الصاروخية للصهاينة 10 صواريخ ارض ارض على المدن والبلدات السورية، الا ان الدفاعات الجوية للجيش السوري تمكنت من اعتراض 62 صاروخا وتدميرها.

صاروخ سبايك الذي استخدم في الهجوم الصهيوني الاخير على سوريا
بقايا صاروخ سبايك تم اعتراضه وتدميره في الاراضي السورية

وحسب المعلومات الواردة، تمكنت 8 الى 10 صواريخ صهيونية من تجاوز الدفاعات الجوية السورية، وسقطت على مخزن للسلاح وموقع للدفاع الجوي، وتركت أضرارا محدودة.

** لكن ماذا فعلت قرابة 65 صاروخا تم إطلاقها على مواقع الصهاينة في الجولان المحتلة؟

يزعم الصهاينة ان منظومتهم الدفاعية المسماة “القبة الحديدية” اعترضت الصواريخ السورية ودمرتها، الا ان الحقائق الميدانية والمعلومات الواردة تقول غير ذلك.

ففي الساعات الاولى من الاشتباك فقط، تم إعلان 10 قواعد عسكرية واستخباراتية صهيونية حساسة استهدفت في الجولان المحتلة، ولكن بعد مضي يومين وردت معلومات جديدة بشأن الضربات المدمرة التي تلقاها الصهاينة، الامر الذي يفسر كيف تلقوا الصدمة ولماذا التزموا الصمت؟

تعد منطقة شمال الجولان أحد المراكز الاستراتيجية للكيان الصهيوني، حيث أنشأ فيها مجموعة من القواعد العسكرية والاستخباراتية الحساسة والتي تلعب دورا خاصا في تحليل المعلومات بشكل سريع.

ووفق اعلان المصادر الميدانية، فإن الرد القاطع للجيش السوري جاء بشكل رشقات صاروخية على قاعدة استخباراتية سرية جدا تسمى “الشمال” في الجولان المحتلة، حيث كبدت الكيان الصهيوني خسائر ملفتة في الجانب الاستخباراتي.

وقد أصابت أغلب الصواريخ التي أطلقتها الوحدات الصاروخية للجيش السوري، أهدافا حساسة للغاية في قاعدة “الشمال” الاستخباراتية الاستراتيجية، والتي كانت تؤدي دورا بارزا في تحقيق التفوق الاستخباراتي السريع والمتواصل للكيان الصهيوني، وأيضا كان لها دور مؤثر جدا في القرارات العسكرية والامنية.

وتعد المواقع المستهدفة، من أكثر الاقسام سرية في الاستخبارات العسكرية والتجسسية والرادارية للكيان الصهيوني في قاعدة “الشمال”، والتي كانت تستخدم في جمع المعلومات الميدانية وبحثها وتحليلها للحد من التهديدات.

وأفاد مصدر ميداني، ان بعض هذه القواعد الاستخباراتية الهامة جدا للكيان الصهيوني في الجولان المحتلة، كان بإمكانها ان ترصد الوضع الميداني ونقل القوات ومواقع الجيش والارهابيين الى عمق 85 كيلومترا داخل الاراضي السورية وتحليلها، وكانت تنقلها في الوقت المناسب الى الوحدات العاملة او الارهابيين المدعومين من الكيان الصهيوني.

وحسب ما اعلنت مصادر ميدانية، فإن عددا كبيرا من أقوى المتخصصين الصهاينة كانوا يعملون في هذه القواعد أثناء الرد الصاروخي للجيش السوري، وتفيد الاخبار بوقوع أضرار كبيرة ومقتل عشرات الضباط والخبراء الصهاينة في هذه المراكز.

ان التطورات الميدانية ليل الخميس، تثبت ان الصهاينة لم يكونوا يتصورون ان يتم استهداف مراكزهم الحساسة في الجولان المحتلة، وكانوا يتوقعون ان يكون الرد مثل قبل 3 سنوات ونصف السنة من قبل قوات حزب الله، باستهداف مواقعهم الحدودية فقط، وبالتالي فقد تمت مباغتتهم في هذه الضربات الصاروخية.

لقد وجه الرد السوري القاطع ضربة الى الصهاينة في منطقة “الشمال”، بأن كبدهم خسائر وأضرار جسيمة في أدواتهم التجسسية على مناطق غرب سوريا وجنوب لبنان، وبالطبع حمل هذا الرد القاطع رسالة واضحة لينهي الكيان الصهيوني مغامراته في سوريا.

ان طرد 30 ألف إرهابي من محافظة دمشق والانتصارات الكبرى التي حققتها جبهة المقاومة خلال السنة الاخيرة في مختلف مناطق سوريا، أثارت استياء الصهاينة بعد 7 سنوات من الدعم الواسع للجماعات الارهابية، لذلك حاولوا التعويض نوعا ما عن هذه الهزائم من خلال الغارات الجوية المباشرة، الا أن أوهامهم لتغيير معادلة القوة وإخراج قوات جبهة المقاومة من سوريا، اصطدمت بطريق مسدود.

ولقد أثبت الرد القاطع من قبل الجيش السوري، ان وتيرة نقل القوات والمعدات وإنشاء القواعد المشتركة لجبهة المقاومة والقوات السورية، ستستمر بشكل أسرع وأكثر قوة لصد التهديدات المحتملة، وأن تحركات الصهاينة لن تؤثر على هذه الوتيرة.

المصدر: مشرق نيوز+ وكالة انباء فارس

You might also like