سقطرى في عين الأطماع الإماراتية – السعودية
متابعات:
لم يعد خافياً على أحد أن النظام الإماراتي الذي يستبيح جزيرة سقطرى اليمنية على مرأى العالم بأسره, يعمل على تحويلها إلى مستعمرة إماراتية وربما إمارة ثامنة, في خطوة تكشف نوايا دول تحالف العدوان بالتمدد للاستيلاء على المناطق اليمنية الإستراتيجية الواحدة تلو الأخرى, وقد بلغ هذا التمدد مراحل متقدمة في سقطرى حيث بدأت فيها عمليات تنازع السيطرة وبسط النفوذ بين النظامين السعودي والإماراتي تتدحرج إلى العلن, خاصة بعد إرسال الإمارات قوة عسكرية إلى الجزيرة لبسط نفوذها هناك، وسط غضب شعبي وسياسي يمني.
ويؤكد محللون أن تصعيد الإمارات لممارساتها العسكرية الأشبه بالاحتلال, جاءت بناء على توجيهات أعطيت في الخفاء من ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، في حين زعمت السلطات السعودية أنها أرسلت وفداً إلى سقطرى في «محاولة لتهدئة التوترات هناك», فيما الحقيقة التي يعلمها الجميع أن أبو ظبي والرياض لهما هدف واحد هو العبث بمقدرات اليمن والاستيلاء على خيراته.
ناهيك عن أن التدخل الإماراتي السافر في سقطرى يعد واحداً من آخر الاستحواذات الإماراتية في إطار بناء إمبراطوريتها خارج أراضيها والذي يشمل مشاريع مثيرة للجدل, واستعادة إدارة موانئ عدن لمصلحة موانئ دبي العالمية بغية إنهاء تاريخ الموانئ اليمنية, وإنشاء قواعد عسكرية في القرن الإفريقي ضمن طموح جيوسياسي بغطاء أمريكي وهو ما يفسر إشراف الطرفين على معارك الساحل لاستكمال مشروع الهيمنة على طرق الملاحة الدولية واحتلال الجزر والموانئ اليمنية المهمة.
وأطماع نظام بني سعود في اليمن ليست أقل عدوانية من الأطماع الإماراتية, فالسعودية تزعمت تحالف العدوان بهدف تدمير البنى التحتية في اليمن، واستكمال تدمير الجيش اليمني، إضافة إلى نيتها فتح قناة بحرية مائية تربط المملكة بالبحر العربي.
مهما استولت الإمارات والسعودية على مناطق وجزر يمنية، حتى وإن احتلتا نصف اليمن أو جله، فإنهما ستندحران عن أرض اليمن عندما يتوقف العدوان ولن يؤثر غبار أطماعهما على مستقبل اليمن السياسي والجغرافي بل ستجبران على الاعتذار من الشعب اليمني على طغيانهما والتسبب بأسوأ كارثة إنسانية شهدها التاريخ.
*صفاء إسماعيل