تحت عنوان «العداء السعودي لإيران يهدد الولايات المتحدة»، قال الكاتب الأمريكي، بروس ريدل، إن الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله ولي العهد محمد، يواصلان اتباع سياسة مناهضة لإيران و«التشيع»، هي السياسة «الأكثر تشدداً» على الإطلاق في تاريخ المملكة السعودية الحديث.
وفي مقال في موقع «ذي مونيتور»، أوضح ريدل أن نهج الرياض المتشدد إزاء غريمتها الإقليمية، يشكل «مزيجاً خطراً» و«متفجراً» على الأوضاع في الشرق الأوسط، داعياً الولايات المتحدة إلى «توخي الحذر الشديد»، و«عدم صب الزيت على النار» في إطار المواجهة الإقليمية بين الرياض وطهران، وإلى الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني.
واستعرض ريدل، تاريخ العلاقات السعودية – الإيرانية في العقود الأخيرة، شارحاً أن الملوك السابقين للسعودية، لطالما «أبقوا على القنوات المفتوحة» مع الجانب الإيراني، و«تجنبوا المواجهة المباشرة» مع طهران، وذلك خلافاً للملك الحالي سلمان بن عبد العزيز، الذي ينتهج مقاربة «أكثر صدامية» ضد طهران. 
هذا، وعرّج ريدل على الأبعاد الخارجية لنهج الحكم السعودي في عهد الملك سلمان، المستند إلى خلفية مذهبية، معتبراً أن الحملة الجوية ضد «الحوثيين الزيديين» في اليمن، التي تصورها القيادة السعودية على أنها «حرب ضرورية لمنع الإيرانيين من السيطرة على اليمن»، بمباركة من المؤسسة الدينية الوهابية في المملكة، تعكس «صراعاً طائفياً يطغى عليه صراع إقليمي على النفوذ من قبل الإيرانيين والسعوديين»، لافتاً إلى الكلفة الباهظة التي تتكبدها الرياض في ذلك البلد. 
أما على المستوى الداخلي، فقد توقف الكاتب عند «الحملة الشرسة» التي دشنها الملك سلمان ونجله، ضد أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية داخل المملكة، لا سيما حملة القصف التي تعرضت لها مدينة العوامية، والتي تظهر صور الأقمار الصناعية حجم التدمير الذي لحق بأحيائها كافة، معيداً التذكير بأن تلك الحملة، شأنها شأن حرب اليمن، «تحظى بشعبية لدى المؤسسة الدينية الوهابية»، في إشارة إلى طغيان البعد الطائفي والمذهبي لتلك المبادرات العسكرية.
كذلك، تطرق ريدل إلى حصيلة السياسات السعودية في بلدان أخرى، مثل سوريا ولبنان، حيث «سعى السعوديون إلى إسقاط نظام بشار الأسد، وحزب الله (اللبناني)، من دون أن توفق في أي من تلك الجهود، مع تمكن إيران من ترسيخ وجودها في كلا الدولتين بشكل أكبر من أي وقت مضى». وأكمل الكاتب أن «عزم إدارة الرئيس دونالد ترامب على إخراج الولايات المتحدة من سوريا، أثار قلق الرياض»، مشدداً على أن عرضها إرسال قوات سعودية، وعربية إلى الساحة السورية، يعد طرحاً «أجوفاً، وفارغاً من المضمون، بالنظر إلى أداء القوات البرية السعودية في اليمن».
أما عن الدور السعودي في العراق، فقد شرح ريدل، أن دعم المملكة العربية السعودية للعرب السنة، في مقاومتهم للحكومات العراقية المتعاقبة، منذ غزو العراق في العام 2003، والتي هيمن عليها الشيعة «لم يسفر عن نتيجة». وأكمل أن سياسة الرياض هناك «لم تعد ذات جدوى على نحو متزايد، في ظل فقدان المكون العربي السني في العراق، قوته ونفوذه»، ما دفعها إلى «محاولة تطوير علاقة إيجابية مع العراقيين الشيعة»، على نحو قد يشكل «نقطة مضيئة لكل من العراق والمملكة»، «الاستثناء، الذي يؤكد القاعدة» في ما يخص النهج الإقليمي الطائفي للرياض. «ومع ذلك، لا يزال هناك حدود (للتقارب السعودي – العراقي)»، حيث أن العراق ليس عضواً في «التحالف العسكري الإسلامي»، الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية، كما أن لدى طهران، المصممة على الحفاظ على سطوتها داخل العراق، «أصولاً أكبر» هناك، مقارنة بما تمتلكه الرياض، لا سيما وأنه «ليس لدى السعوديين أي (قوة عسكرية) توازي الحرس الثوري» في إيران.
وأضاف ريدل أن «الحل الأمثل، لتهدئة الصراع الطائفي في المنطقة، يبدأ من اليمن»، موضحاً أن «المسار (التفاوضي) الذي ترعاه الأمم المتحدة هناك، ليس فاعلاً»، وذلك «بسبب استناده إلى مرجعية قرار مجلس الأمن الدولي (2216)، الذي يحمل انحيازاً، بصورة متعمدة، تجاه الرياض». وأكمل أن لدى كل من واشنطن ولندن وباريس، «تأثيراً هائلاً» على المملكة العربية السعودية، كموردين أساسيين للأسلحة إليها، داعياً تلك العواصم إلى «العمل معاً من أجل إيجاد سبيل لإنهاء الحرب، بشكل يحفظ ماء وجه الملك وولي العهد». 
وفي السياق عينه، استبعد الكاتب، أن تبادر طهران إلى المساعدة في وضع حد لتلك الحرب، التي باتت تحمل «ميزة استراتيجية كبرى» بالنسبة لها، كونها «تورط السعوديين» داخل حدود جارهم الجنوبي، نظير تكلفة قليلة لإيران، محذراً من المخاطر الإقليمية المترتبة عن وقوع الرياض تحت نيران «أنصار الله»، لا سيما وأن «الإيرانيين يتوقون لإذلال الأمير محمد بن سلمان».
(العربي)