توقفت صحيفة «واشنطن بوست» عند التقارير المتداولة حول نية الولايات المتحدة إستبدال قواتها العاملة على الأراضي السورية، بقوات من دول عربية حليفة لها، مستبعدة وجود مؤشرات على أن دولاً، مثل مصر والسعودية والإمارات، «راغبة» أو «قادرة» على الإضطلاع بالدور الذي تؤديه القوات الأمريكية هناك.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، محدودية القدرات العسكرية لدى السعودية والإمارات، من أجل الانخراط المباشر في الحرب السورية، شارحة أن «السعوديين والإماراتيين غارقون في حرب اليمن»، كما أنهم «يفتقرون إلى القوات العسكرية الفاعلة، على نحو يدفعهم إلى الإعتماد على قوات مرتزقة للقتال في جوارهم القريب»، في إشارة إلى الحملة الجوية التي تقودها الرياض على الساحة اليمنية. 
وأضافت «واشنطن بوست» أن «السعوديين، كانوا مناهضين (للرئيس) الأسد، وقدموا الدعم إلى المعارضة (السورية)، بما في ذلك الجماعات الجهادية، إلا أنهم حالياً قد توصلوا إلى خلاصة عبّر عنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أخيراً، مفادها أن بشار باق»، على رأس الدولة السورية. وفي سياق متصل، أكملت الصحيفة بالإشارة إلى أن «السعوديين، الذين هم على رأس دولة مصطنعة ذات أقلية شيعية صعبة المراس في محافظات المنطقة الشرقية، يبدون خشيتهم أيضاً إزاء أي محاولة لإعادة رسم الخارطة الحالية لمنطقة الشرق الأوسط»، معتبرة أن هذا العامل «يجعل من الصعب تخيل أن يقوموا بإرسال قوات» إلى سوريا، «حتى ولو كان لديهم قوى عسكرية فاعلة»، وهو الأمر الذي لا يتوفر لديهم بطبيعة الحال، وفق ما ذهبت إليه الصحيفة.
وفي معرض تعليلها لأسباب عدم وجود نية لدى القاهرة لإرسال قوات إلى سوريا، شددت «واشنطن بوست» على أن الجيش المصري «منشغل تماماً في محاربة التمرد الإسلاموي المتنامي في شبه جزيرة سيناء، ويعمل على محاولة احتواء الفوضى في ليبيا المجاورة»، مشيرة إلى أن «المصريين رفضوا سابقاً المطالب السعودية لإرسال قوات إلى اليمن، على الرغم من كون الرياض أحد كبار الداعمين الماليين لنظام (الرئيس) عبد الفتاح السيسي». 
وأكملت الصحيفة أن «لدى مصر حافزية أقل للمشاركة بقوات عسكرية في سوريا، نظراً إلى اقتراب السيسي أكثر إلى (موقف) فلاديمير بوتين، وبشار الأسد». وفي هذا السياق، أفاد أورن كسلر، من منظمة «الدفاع عن الديمقراطيات»، بأن مصر «تقوم بتنسيق سياستها حيال سوريا، مع محور دمشق- موسكو، وذلك لأنها تؤيد نظام بشار الأسد».
(العربي)